يعتمد البعض بداية العام الميلادي في التخطيط لسنة جديدة، فيضع أهدافه ومشاريعه المستقبلية، وسواء خططت في أول العام أو منتصفه أو نهايته فإن المهم أن تبدأ بالتخطيط ووضع هدف لك في هذه الحياة، ورسالة تتمثلها، وإنجازات تحققها.
وسأحاول في هذا المقال أن أوضح كيفية وضع خطة شخصية بأبسط صورها، بعيدا عن التعقيد والحشو، لعلها تكون البداية الحقيقية لك -عزيزي القارئ- لتعش هذه الحياة كما ينبغي لك، ولا تكن زيادة على هامشها.
لابد لك أولا أن تتعرف على نفسك، وما يميزك عن غيرك، وما الذي تحسنه وتبرع فيه.
وقد يحجم الكثير منا عن التخطيط لحياتهم لأنهم يواجهون مشكلة في هذه الخطوة تحديدا، فإليك بعض النصائح التي تعينك على اكتشاف نفسك: سجل في ورقة ما تحب أن تعمله، وما يشعرك بالرضا عند فعله، وما تتقنه وتجيده ويكون محط إعجاب من الآخرين بك، حدد أهم الصفات التي تمتلكها وتعتقد أن شخصيتك تتشكل منها.
فإن وجدت أنك تجهل تحديد هذه النقاط فلا تجعل للإحباط سبيلا إليك فلست وحدك من يمر بهذا الشعور، انتقل إلى الخطوة التالية واطلب من 3 أشخاص مقربين منك في محيط الأسرة والأصدقاء والعمل أن يساعدوك في تحديدها، ستتفاجأ بنقاط قوة لديك لم تكن تعلمها عن نفسك، ومميزات لم ترها في ذاتك من قبل، كما بإمكانك الرجوع إلى (نافذة جوهاري) والبحث عنها في الكتب أو من خلال محركات البحث كأداة تعينك على اكتشاف ذاتك.
بعد ذلك، تستطيع أن تضع رؤيتك، أي ما ستكون عليه بعد 3 سنوات (مثلا)، الهدف بعيد المدى الذي تسعى لتحقيقه، الرسالة التي تطمح لأن تتمثلها، الفكرة التي تهدف لنشرها.
ولتكن جميع ممارساتك تصب في تحقيق هذه الرؤية من خلال مجالات حياتك المختلفة: الروحية والاجتماعية والعلمية والمهنية والثقافية والجسدية.
ثم انطلق بعدها إلى الوسائل التي تعينك على تحقيق هذه الرؤية من: قراءة، وبحث، وملازمة للقدوات، وحضور للمؤتمرات والدورات التدريبية، ولتكن اختياراتك لهذه الوسائل بشكل علمي متعمد بعيد عن العشوائية والتخبط، وقم بجدولتها في مخطط زمني مقسم بحسب أيام وشهور العام، وبعدد واضح ومحدد لكل وسيلة، واستعن بأصحاب الخبرة والمتخصصين واطلب استشارتهم ومساعدتهم.
كما لا ينبغي لك أن تهمل الجانب الذي ترفه فيه عن نفسك، والأنشطة التي تشعرك بالسعادة عند ممارستها، لأن القلوب إذا كلت ملت. مع مراجعة مستمرة للخطة، وإدخال تحسينات وتعديلات متى استلزم الأمر، وتقييم متواصل للنمو الشخصي لديك.
بتطبيق ما سبق ستجد أن لديك خطة زمنية متكاملة، تتمكن من خلالها من اكتشاف ذاتك، وتحقيق أهدافك، ونشر فكرك، والوصول لطموحاتك.
لا يقوم كثير من الناس بالتخطيط وتحديد أولوياتهم لأنها عملية تحتاج جهدا ذهنيا مضاعفا، وتستغرق وقتا، كما أنها تجعلنا نفعل أمورا لا نرغب فيها أن نتهرب منها، لكن نواتجها بلا شك كبيرة وآثارها عظيمة.
اكتشف ذاتك، وضع رؤيتك، ثم حدد أهدافك، واعمل على تنفيذها من خلال ممارسات وإجراءات وأدوات في جدول زمني محدد، إن أردت أن تحيا لهدف، وتعيش لفكرة، وتترك أثرا.
«قد رشحوك لأمر إن فطنت له .. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل»
[email protected]