اسامة ابوالسعود
تحت رعاية السفير طارق القوني سفير جمهورية مصر العربية في الكويت، أقام د.عماد حشيش رئيس المكتب الثقافي بالكويت ندوة ثقافية افتراضية بعنوان «أم كلثوم حدائق مجهولة» في 27 ديسمبر ضمن سلسلة الندوات الثقافية التي بدأها المكتب خلال الفترة الأخيرة.
ضمت الندوة نخبة من المتخصصين من الأدباء والشعراء، وقد ألقى المحاضرة د. أيمن بكر (أستاذ مساعد الأدب والنقد بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا -الكويت) حيث تم سرد جزء من تفاصيل حياة أم كلثوم الفنية وإنتاجها الفني الغزير.
تناولت الندوة ظهور أم كلثوم على المسرح في بداية ثلاثينات القرن الماضي وهي جالسة وسط تختها ممسكة بالعود، الأمر الذي أبرز وصولها في العزف إلى درجات ممتازة، لكنها تخلت عن ذلك فيما بعد واكتفت بالغناء.
وقد سميت أم كلثوم بالعديد من الأسماء في مراحل عمرها الفني المختلفة ومنها: «كروانة مصر» و«سيدة الغناء العربي» و«أميرة الإنشاد والطرب» و«كوكب الشرق».
وكان أبو العلا محمد أول المكتشفين لأم كلثوم، حيث لحن لها العديد من القصائد المهمة التي تنتمي لمدرسته الخاصة في التلحين. ولمن يستمع إلى أم كلثوم آنذاك يجد أن صوتها كان قويا وأن بعض التسجيلات تم تسريعها لتتمكن الاسطوانة من احتواء اللحن كاملا ليصبح الصوت أكثر حدة مما هو عليه، ويمكن القول إن مرحلة ابو العلا محمد تعد من أكثر مراحل أم كلثوم طربا على الرغم من قلة ألحانها.
كما لحن لها أيضا د. أحمد صبري التجريدي عددا من الألحان الهامة وذلك قبل تركه المجال الفني ومن هذه الألحان: «كم بعثنا مع النسيم سلاما» و«أنا على كيفك» و«يا ستي ليه المكايدة» والعديد من الألحان الأخرى. ويعد «القصبجي» من الأوائل الذين تولوا أم كلثوم في بداياتها، فقدم لها أعذب الألحان ومثل لها محضنا موسيقيا هاما ومخلصا، ولقد كان تحيز القصبجي لأم كلثوم من أهم العوامل التي ساعدتها فنيا، ومن أبرز ألحانه أغنية «رق الحبيب».
ومن أكثر الألحان التي تحسب ضمن تراث الطرب الأصيل، ما لحنه العبقري «داود حسني» لأم كلثوم خلال عامي 1931 - 1932، فقدم داود 11 لحنا اجتمع فيهم تميز اللحن وصفاء صوت أم كلثوم وقوته، فضلا عن إنه كان أستاذا لأم كلثوم في عزف العود.
أما زكريا أحمد فكان أول من قدم أم كلثوم بين فصول مسرحيات علي الكسار لكنه لم يبدأ التلحين لها إلا في عام 1931 بطقطوقة «اللي حبك يا هناه»، كما قدم أشهر الألحان في أول أفلامها.
واختتمت الندوة بعزف المجموعة الموسيقية أربع مقطوعات رائعة لأم كلثوم وهى: «حيرت قلبي معاك» و«أنساك» و«إنت عمري» و«دارت الأيام»، وضمت المجموعة كلا من وليد طاووس ومحمد نعماني وعمرو يوسف وحسين زكريا.