- التوقعات للعام 2021 توحي باستمرار صعود المعدن الأصفر لأنه مازال يعتبر ملاذاً آمناً
طارق عرابي
كان عام 2020 عاما صعبا للغاية على الكثير من الانشطة التجارية والاقتصادية بسبب جائحة ڤيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي تسببت بخسائر ضخمة لكثير من الشركات وإفلاس البعض منها، لكن في نفس الوقت كان عاما إيجابيا بالنسبة للذهب، ذلك المعدن الثمين الذي حقق مكاسب كبيرة للمستثمرين بسبب التداعيات السياسية التي سادت منذ بداية 2020، ثم جاءت الجائحة لتعزز من تلك المكاسب التي وصلت بنهاية 2020 إلى نسبة 45% تقريبا، حيث سجلت أونصة الذهب مستويات قياسية مع نهاية 2020 وصلت إلى 1900 دولار للاونصة، اي أن سعر كيلو الذهب في الكويت وصل إلى 18.75 ألف دينار بنهاية العام بعد أن كان في منتصف 2019 بحدود 13.20 ألف دينار للكيلو.
وفي هذا الاطار، كان قد توقع الخبير الاقتصادي طارق العتيقي في تصريح خاص لـ«الانباء» (نشر في منتصف يوليو 2019) أن يكون الذهب هو أفضل استثمار لعام 2020 وأن يحقق المستثمرون عوائد لا تقل عن 20%، مؤكدا في هذا الخصوص على أن من استثمر بالذهب في أواخر 2019 حقق عائدا لا يقل عن 25%، أما من استثمر بتاريخ نشر التصريح فإنه حقق أكثر من ذلك بكثير حيث وصلت النسبة إلى 45%.
وأضاف العتيقي ان التوقعات لعام 2021 مازالت توحي باستمرار صعود الذهب لأنه مازال يعتبر ملاذا آمنا وسط التخوفات المتعلقة بتقلبات أسعار صرف العملات، لاسيما في ظل الحديث المستمر عن العجز المالي للدول الخليجية وتصاعد الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهي كلها أمور تعزز فرص الاستثمار بالذهب.
وحث العتيقي المستثمرين على ضرورة تنويع استثماراتهم خلال العام الجديد من خلال توزيعها على اسواق الاسهم والذهب والعقار بواقع 40% لسوق الأسهم، و40% للذهب، و20% للعقار.
البيتكوين
من جهة أخرى، تطرق العتيقي إلى العملات الرقمية كالبيتكوين، فقال أنه وعلى الرغم من ان بعض الدول مازالت تجرم التعامل بهذه العملات، الا أن «البيتكوين» مازالت تحظى باهتمام شريحة كبيرة من المستثمرين حول العالم.
وأضاف، أنه وبعد ان ارتفع قيمة البيتكوين الى رقم قياسي بالسابق وصل الى 20000 دولار للوحدة، فإنه ما لبث أن شهد انهيارا سريعا ليسجل 4000 دولار للبيتكوين الواحد، ثم عاود الصعود وليستقر عند سعر يتراوح بين 6000 و8000 دولار.
وتابع قائلا: انه فجأة وخلال فترة زمنية قياسية ارتفع البيتكوين من جديد ارتفاعا حادا ليصل سعره إلى 30000 دولار وليغلق مع نهاية 2020 عند مستوى 28600 دولار تقريبا، مبينا أن هناك عوامل عديدة وراء هذا الارتفاع المفاجئ وهي:
1. الانتعاش الاقتصادي الملموس للصين، فالمستثمرون الصينيون يفضلون «البيتكوين» كأداة من أدوات التنويع الاستثماري وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي.
2. إعلان بعض البنوك المركزية بأوروبا إطلاق عملاتها الرقمية، الامر الذي أوحى للمضاربين بقبول السلطات لمثل هذه العملات الرقمية.
واختتم العتيقي قائلا بأن التوقعات الغريبة والمتداولة في الأسواق الأوروبية تشير إلى استمرار ارتفاع «البيتكوين» ليصل إلى مستوى 100 ألف دولار، فهل ستصدق هذه التوقعات؟