مفرح الشمري
Mefrehs@
في صمت رحل الفنان والمذيع صادق الدبيس، رحل الفنان الصادق المتفائل المكافح المثابر والمحب للجميع، رحل، إلا أنه كشف لنا عن أن «الوفاء» عملة نادرة هذه الأيام، لأن الجميع استغرب ان وزارة الإعلام لم تنعه «رسميا» وهو الذي عمل بها أكثر من ثلاثين عاما، كان يعشق الميكرفون حتى وفاته. رحل صادق الذي لم يشكُ منه أحد، لقلبه النظيف المحب لزملائه جميعا.
الراحل صادق الدبيس لم يكن فنانا أو مذيعا عاديا، فقد قدم الكثير للساحة الفنية تلفزيونيا ومسرحيا وإذاعيا، ولايزال صوته يصدح عبر أثير إذاعة الكويت وتحديدا من خلال البرنامج الشهير «أخبار جهينة»، ولهذا كان من المفروض والواجب على «الإعلام» أن ترثيه كونه من المخلصين بعملهم وممن تركوا أثرا طيبا نافعا لهذا البلد.
«الوفاء» يا «أهل الوفاء» لكل «صادق» قدم عطاءات كثيرة لهذا الوطن الغالي حتى يتميز إعلامنا وتتميز أعمالنا الفنية في الداخل والخارج، وبعد كل هذا العطاء الكبير في قطاع الإذاعة والتلفزيون، سواء من خلال تقديم البرامج أو بمشاركاته المتنوعة والكثيرة في الأعمال الإذاعية والتلفزيونية.
«الوفاء» مطلوب، بل هو أمر واجب ومستحق للراحل صادق الدبيس، الذي ووري جثمانه الثرى أول من أمس في مقبرة صبحان، رحم الله الفنان الخلوق صادق الدبيس، الذي أبكى رحيله كل من عرفوه وعايشوه، لأنهم كانوا «أوفياء» في علاقتهم معه.
.. وحلق الطائر بعيداً
قصة مرضك بقدر ما كانت مؤلمة إلا أنني أبدا ما فقدت تفاؤلي وإيماني بشفائك وحققت خطوات نجاح كبيرة في الشفاء بفضل من الله.
كنت تسعدني حين تعمل وأسمع صوتك ينساب عبر الأثير مرتديا شخصيات متعددة ومتباينة في ذات الوقت، وأقول لهم هذا نجمكم الذي لا نظير له بين النجوم في قدراته الصوتية وإن لم يحالفه الحظ تلفزيونيا. رحيلك دونا عن كثيرين رحلوا قبلك مزق قلبي.
وحدك من بين كل العاملين في الوسط الفني والإعلامي سيتحسر ويأسف لفراقك الجميع دون استثناء؛ لأنك كنت استثناء في أخلاقك وتعاملك وهدوئك وصبرك وطيبتك واحترامك لنفسك وللآخرين.
صدقني لو رحلت أنا اليوم فستجد من لا يأسف وربما لوى شفتيه وقال إيه الحمد لله.
أما أنت
أنت يا أخي الصغير صادق استثناء قل أن يجود به الزمان.
نودع هذا القلب الطيب والروح الوادعة والنفس العزيزة.
نودعك يا صادق ونحن على يقين بأن ملائكة الرحمن تنير دربك وتحيط بك برحمة من الله وبإذنه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وإنا لفقدك يا صادق حزينون.
والعزاء لأهلك ومحبيك.
ولأبنائك الذين رسمت في مآقيهم كل أحزان العالم برحيلك.
عظم الله أجرنا جميعا في الفنان الطيب الجميل صادق الدبيس.
الوجه الباسم
تأخذنا رحلة الحياة بين سعادة اللقاء وألم الفراق، فكانت سعادتنا غامرة بوجود أستاذنا ونجمنا القدير صادق الدبيس في أروقة الإذاعة الكويتية بين العاملين والمجتهدين في إخلاصهم عبر قنوات التقديم البرامجي والدراما الإذاعية والتوجيه والإرشاد لكافة الزملاء بطبيعته الصادقة وعطائه اللامتناهي نحو الأفضل، وإذا ما تجولت الذاكرة في ثنايا استديو صقر الرشود الإذاعي فإنها ستصور مشاهد وجوده، بقوة حضوره وسلامة لفظه، وروعة ضبطه، وجمال خلقه، وشمائل طيبه الأخاذ، وأنفاسه المليئة بحب العمل والصبر والاجتهاد.
وحين كنا نشتاق لرؤية وجهه الباسم وملامحه الإنسانية فإننا نقلب القنوات التلفزيونية لنشاهد اطلالته الرائعة عبر المسلسلات التلفزيونية ومشاهد أدواره التمثيلية وفق ضوابط لا يتقن معانيها وظهورها على الشاشة سوى صدق أدائه وحرصه على الانتقاء، لطالما قدم الصادق صدقه في البرامج التوعوية والإرشادية بتقديم النصيحة عبر فلاشات مؤسسات الدولة وجمعياتها الدينية والخيرية.
تميز الراحل بعطائه طوال حياته، وحين أقعده المرض وتمكن من جسده وصحته، حرصت إنسانيته على التواصل مع الجميع، فرغم المعاناة واجه المرض العضال، وقبلها واجه متاعب الانتظار حتى مضي به قطار العمر في أن يكون جزءا من هذا الوطن الذي قدم له سنوات حياته وأغلى ما يملك من روح وجسد احتضنها ثرى الأرض التي ولد بها وعاش في ثناياها ودفن في ثراها.
رحل الفنان والإعلامي القدير (بوجراح) بعد أن سمعنا صوته المتعب وأنفاسه الثقيلة عبر الاتصالات التي سبقت رحيله وهو يوصينا بمحبة الكويت وأهلها ضمن رسالة واضحة تتضح ملامحها ببقاء شخصه الكريم في نفوسنا وذاكرة الوطن كشخصية رائدة قدمت الكثير والكثير من أجل نهضة الإعلام الكويتي.
رحم الله أستاذنا وصديقنا وزميلنا وعضدنا الراحل الفنان والإعلامي القدير صادق الدبيس وأسكنه فسيح جناته.. ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا وأهله الصبر والسلوان.. وأن يعيننا على الوفاء لمسيرته الطيبة.