بيروت - عمر حبنجر
دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في مستهل جلسة مجلس الدفاع الأعلى، امس إلى «إعلان حالة طوارئ صحية لمواجهة تمدد وباء الكورونا»، مشيرا الى أن «المأساة التي نراها على أبواب المستشفيات تتطلب إجراءات جذرية حتى نتمكن من تخفيف التبعات الكارثية لتفشي الفيروس».
من جانبه، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب خلال الاجتماع، الى انه «بكل أسف، نحن أمام واقع صحي مخيف، وباء كورونا أفلت من السيطرة على ضبطه بسبب عناد الناس وتمردهم على الإجراءات التي اتخذناها لحماية اللبنانيين. أيضا، فلنعترف بأن فرض تطبيق الإجراءات لم يكن بمستوى حجم الخطر». وأكد دياب «اننا اتخذنا تدابير جديدة فيها تشديد أكثر بالإجراءات والمطلوب من الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد بتطبيقها لأن عدم تطبيقها يعني حصول انهيار صحي شامل لا سمح الله، وأنا أكيد أنكم حريصون على أهلكم اللبنانيين وسوف تقومون بدوركم». وعقب انتهاء اجتماع المجلس الأعلى للدفاع تم إعلان حالة الطوارئ العامة من 14 إلى 25 يناير الحالي، قابلة للتمديد وفق النتائج.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر الى أن «المجلس الاعلى للدفاع اطلع على التوصيات الصادرة عن اللجنة الوزارية التي انعقدت برئاسة رئيس مجلس الوزراء ووافق عليها المجلس الاعلى للدفاع بعد أن اجرى بعض التعديلات عليها على ان تعطى الموافقة الاستثنائية من قبل رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال، وتقرر إلزام الوافدين من بغداد، اسطنبول، اضنا، القاهرة واديس ابابا والتي تشكل 85% من عدد حالات الاصابات من الوافدين من اصل نحو 500 حالة شهريا بالإقامة على نفقتهم 7 أيام في احد الفنادق والخضوع لفحص PCR عند وصولهم وفحص ثان في اليوم السادس من وصولهم، بالإضافة الى تقليص حركة المسافرين في مطار بيروت الدولي اعتبارا من تاريخه لتصبح 20% مقارنة بأعداد المسافرين القادمين في شهر يناير من العام 2020، على ان يخضع القادمون الى فحص فوري ومنع حركة المسافرين القادمين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية. باستثناء العابرين Transit الحاملين لتذاكر سفر بتاريخ العبور».
كما تقرر «الطلب الى الوزراء المعنيين تشديد الاجراءات التي يتيحها القانون وحالة التعبئة العامة المعلنة في سبيل إلزام المستشفيات الخاصة استحداث أسرة عناية فائقة مخصصة لمعالجة مرضى كورونا تحت طائلة الملاحقة القانونية والادارية والقضائية». وأعلن عن أنه «يمنع الخروج والولوج الى الشوارع والطرقات اعتبارا من الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس الموافق فيه 14/1/2021 ولغاية الساعة الخامسة من صباح يوم الاثنين الموافق فيه 25/1/2021».
سياسيا، يمكن اختصار الموقف، بالصورة التي رسمها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي عبر الشاشات، وعنوانها: لا نأتمن الحريري وحده، على الإصلاح في لبنان».
واللافت ان كلام باسيل هذا جاء بعد ساعتين فقط من عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، الذي جدد فيها دعوة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الى عقد لقاء مصالحة شخصية بينهما، حيث بدا بمنزلة رد رئاسي ضمني على البطريرك، مخيبا لدعوته، وجوهر المشكلة ان المصالحة يجب ان تتم بين الحريري وباسيل اولا، وبعدها لا مشكلة للرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية. تيار المستقبل رد ببيان مختصر بالقول: ان حكومة المهمة جاهزة تنتظر عند رئيس الجمهورية، بحسب المبادرة الفرنسية لا المعايير الباسيلية، المذهبية والطائفية والعنصرية».