- «قارئة الفنجان» تشغلني في بيروت.. والمسلسلات التي تجمع فنانين عرب إيجابية
- زملاؤنا الذين تعرّفنا عليهم في العمل أصبحوا جزءاً من روحنا ولا حواجز بيننا
حوار - ياسر العيلة
تبهرني دائما بأدائها، فهي من وجهة نظري من أهم الممثلات في الوطن العربي على الإطلاق، ودورها الأخير من خلال مسلسل «دفعة بيروت»، الذي يعرض حاليا، أكبر دليل على صحة كلامي من خلال تجسيدها دور «ناعسة»، فالشخصية التي تقدمها كانت صعبة للغاية، من حيث انفعالاتها، وتركيبتها وتكوينها النفسي، فلا يوجد من يشبهها في تقديم مثل هذه الشخصيات وبهذا الأداء القوي، فتبرع وتدهش وتثير عاصفة من الإعجاب والإطراء تستحقهما من دون شك، إنها الممثلة الشابة روان مهدي التي التقتها «الأنباء» وكان هذا الحوار:
كيف تثمنين نجاح مسلسل «دفعة بيروت» بشكل عام ودور «ناعسة» الذي قمت بتقديمه بشكل خاص؟
٭ نجاح «دفعة بيروت» من أجمل النجاحات التي مرت علي، وأعتقد هذا إحساس كل فريق العمل، فالتجربة فريدة من نوعها، بُذل فيها مجهود غير عادي للوصول إلى تلك المكانة، وشخصية «ناعسة» من أهم الأدوار التي لعبتها، حيث أضافت لي أشياء جميلة كتثمين الصداقة والتضحية والإيثار والحب والتصالح مع الذات ومع الناس، وتحقيق الوحدة العربية من دون فروقات سياسية أو طائفية أو دينية، ورغم أنني عراقية إلا انني عشت كل عمري في بلدي الثاني الكويت، لم أكن على دراية باللهجة العراقية، وبالتالي إجادة اللهجة العراقية كانت ضمن أحلامي، وهذا التحدي الصعب الذي واجهني وأنا أقدم الشخصية، حتى أنني تحدثت مع المخرج عن رغبتي في الانسحاب من العمل تخوفا من عدم القدرة على إجادة اللهجة لكنه أصرّ علي استكمالي ودعمني معنويا بشدة وأعاد لي ثقتي بنفسي والحمد لله، ورغم التدريب المكثف إلا أنني اكتشفت أن اللهجة العراقية أصعب في النطق من اللهجات الشامية، لكن الحمد لله استطعت تجاوز الأمر وأصبحت قادرة على التحدث بلهجتي.
ما التأثير الذي أحدثه بداخلك تحدثك باللهجة العراقية في المسلسل؟
٭ من أهم الأشياء التي أهدتني إياها الكاتبة هبة مشاري حماده فنياً هي شخصية «ناعسة» حتى أستطيع إتقان اللهجة العراقية وأستمتع بها.
روح واحدة
كيف استشعرت أجواء الأعمال المشتركة بين فنانين من أكثر من بلد عربي؟
٭ نحن كلنا عرب، ومهما اختلفت لهجاتنا وجغرافيتنا في النهاية تجمعنا روح واحدة، ولدينا نفس العادات والتقاليد والمبادئ، وفي هوليوود هناك أعمال تجمع اميركيين مع بريطانيين وأستراليين بل وهنود أيضا، أي أعمال تجمع أناسا من ثقافات مختلفة وليست لهجات فحسب، فما بالك ونحن عرب نتحدث لغة واحدة هي العربية لغة القرآن، ولدينا هذا الثراء في اللهجات، وهو ما ظهر جليا في «دفعة بيروت» وحدوث هذا «الهارموني» الرائع بيننا كفنانين، وبالتالي الأمر مطلوب ولها محاسنه الكثيرة.
هل حمّلك نجاح «دفعة القاهرة» المسؤولية تجاه المشاركة في «دفعة بيروت»؟ وكيف عرض عليك العمل؟
٭ «دفعة بيروت» كان بمنزلة التحدي لي، فكنت أحب أن أكون جزءا من هذا العمل من فرط جمال النص الذي قرأته، والتنفيذ تتولاه شركات إنتاج مهمة، وتحت إخراج مخرج مهم جدا، وهو من تبنى موهبتي وأبرزها للجمهور هو المخرج الرائع علي العلي، ورغم الصدى الواسع الذي أحدثه مسلسل «دفعة القاهرة»، وأنه كان الخطوة الأولى نحو هذا الانفتاح الفني الجميل، إلا أن «دفعة بيروت» مثّل لي تحديا خاصا، وكل عمل فني له جمالياته ونتيجته الخاصة، وبالتالي لا أحكم على نجاحه بناء على تجربة سابقة، لأن كل تجربة لها خصوصياتها، ورغم انني كنت من المرشحات ضمن فريق عمل «دفعة القاهرة» لكن صارت ظروف منعتني من المشاركة، لكنني والحمد لله قدمت شيئا مختلفا في «دفعة بيروت».
ود ومحبة
هل ترين أن فترة تصوير المسلسل التي امتدت إلى عشرة شهور بسبب «كورونا» وطدت العلاقة بين الأبطال؟
٭ في بداية تصوير أي عمل فني تكون الانطلاقة صعبة، لكن لا بد لكل الفريق أن يعمل على إيجاد اتصال إنساني مهم فيما بينهم، وبالتالي وجدنا الود والمحبة والعشرة حتى تظهر النتيجة على الشاشة بهذا الصدق، وما ساعد على نجاحنا هو جلوسنا معا في فترة كانت شديدة الصعوبة على الكل، ومنا من أصيب بالفيروس بالفعل وشفي بحمد الله، وحتى بعض زملائنا الذين تعرفنا عليهم من سورية ولبنان والبلاد الأخرى أصبحوا فيما بعد جزءا من روحنا ولم تعد بيننا أي حواجز وهذا ساهم جدا في وصولنا الى الناس.
ذلك الحب المحسوس بين فريق العمل هل كان حقيقيا؟ وماذا عن أصعب مشهد واجهك في «دفعة بيروت» وكيفية التحضير لدور «ناعسة»؟
٭ لم يكن هناك أي أحساس بالتنافس، لكنه الحب فقط، ولم أستشعر روح المنافسة داخل أي فرد من فريق العمل، فالتجربة غلب عليها الحب والعشرة أكثر من أي شعور آخر، والكل كان يركز في دوره إلى أبعد حد، وأصعب مشهد مررت به كان كل المشاهد التي تعلقت بموت الأهل سواء مشاهد الباص او في الجامعة وأيضا مشاهد البيت عندما قلت مونولوج أمام شاهة «فاطمة الصفي» والذي قلت فيه انني ماعدت أحس بشيء فهذا المونولوج بروحه تعبني لمدة أسبوع، وكذلك المشاهد التي تجمع كل الشخصيات معا كانت صعبة ومركبة للغاية، فالمشهد الواحد من هذا النوع كان يتطلب فترة تصوير تمتد إلى خمس ساعات، أما التحضير للشخصية فاستلزم مني تجهيزات داخلية على المستوى النفسي، والشعوري استلزم ثلاثة شهور، وتدريب مكثف على اللهجة.
اسم مهم
كيف ترين العمل مع هبة حمادة؟ وكيف تجدين ذلك وهي بصحبة المخرج علي العلي؟ ومَن من زملائك الفنانين جاء أداؤه لافتا بعين المشاهدة لا الزميلة؟
٭ تربطني بالمخرج علي العلي علاقة وطيدة ونحب العمل معاً دائما طالما الظروف سانحة لذلك، وهو اسم مهم ورقم صعب على الساحة الفنية، وأنا وهو ننتمي إلى نفس الطموح الفني وتجمعنا رؤية واحدة، وعندما أعمل معه أشعر بأنني قادرة على تجاوز كل طموحاتي في تقديم الدور بشكل أفضل، أما الكاتبة هبة مشاري فشهادتي فيها مجروحة وهي من دون شك أهم كاتبة على مستوى الخليج وكل أعمالها مهمة واكتسبت زخما وأحدثت حراكا، ونصوصها قادرة على استفزاز ملكاتك كمخرج أو ممثل، فتخيل معي مدى الرونق وارتفاع القيمة الفنية عندما يجتمعان العلي وحمادة معا في عمل واحد، فالتقاؤهما معا منذ «دفعة القاهرة» كشف عن كيمياء فنية نادرة تأكدت في «دفعة بيروت»، والله يديم الاثنين للفن.
شرعت في تصوير عمل جديد في لبنان حدثينا عنه، وهل سيعرض ضمن سباق رمضان المقبل؟
٭ حاليا أصور مسلسل «قارئة الفنجان»، وهو مكون من عشر حلقات، ويميل إلى النوعية الدرامية التي تحمل أحداثا مشوقة، ويحمل رسالة حلوة، ويجمعني بفنانين عرب من مختلف الدول العربية من إنتاج «ايغلز فيلم»، واتفقت عليه فور انتهائي من «دفعة بيروت».