«جنت على نفسها براقش»
أو على سبيل المثال «اللي من إيدو الله يزيدو».
وبراقش، واسمها الكامل: براقش بنت ضفيعه بن المكعضل، واثناء حرب داحس والغبراء (بين عبس من جهة وذبيان وفزارة من جهة اخرى)، كانت براقش تنقل اخبار الفرسان المتسللين في الليل من القبيلتين (تلعب على الحبلين)، وذات مساء تسلل فرسان من عبس وفرسان من ذبيان (في نفس الوقت) وكمنوا قريبا من منزل براقش بعد ان علموا بأمرها (كل فريق باتجاه منطقته)، فخرجت براقش تريد ان تنقل اخبارا لبني عبس وكانت تسلك طريقا يخفى عن انظار المتربصين والمرابطين، وكادت تمر منهم وتنجو، إلا انها كانت شديدة الاعجاب بصوتها النغوم، فغنت فجأة بصوت مرتفع، وفي الحال انهالت عليها السهام من الجانبين، وسقطت جثة هامدة، فصار المثل «على نفسها جنت براقش»، وهكذا كان اللسان سبب الهلاك.
«أوصيك بأهلي خيراً»
هذا المثل يقال للطرفة عند العرب، حيث ان قصته طريفة، فيستخدم هذا المثل كل من لا يبالي بالمخاطر وليس له غال في سبيل بطنه او غرائزه عموما مهما كانت عواقبها وخيمة.
كان الحجاج بمجلسه العامر بالشعراء واهل العلم والمنافقين واللائذين بسلطانه، فحضر اعرابي قادم من سفر طويل عبر الصحراء وكان جائعا حتى الموت.
قدم الحجاج للرجل فطيرا طيبا معجونا بالسمن ومحشوا بالفستق والبندق والجوز والزبيب، فلما اكل الاعرابي منه قليلا استطعمه وتذوق لذته، وانغمس يقطع اللقيمات منه كأنها آخر زاده، وعندما رأى الحجاج استغراق الرجل في الاكل قال الحجاج: من اكل من هذا الصحن ضربت عنقه، فامتنع كل من يأكل، وتردد الاعرابي، واخذ مرة ينظر الى الحجاج ومرة الى الفطيرة، وحينما انهارت مقاومته للفطيرة قال الاعرابي للحجاج: ايها الامير، اوصيك بأهلي خيرا، وهم يأكل لا يلوي على شيء (غير آبه)، ويقال: فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره، وأمر له بعطية، وذهبت الحادثة مثلا.
من كتاب: أشهر الأقوال والأمثال والمصطلحات الشائعة ـ وليد ناصيف