سادت العالم حالة من الارتياح في اليوم التالي لتسلم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن وادارته بعد ان أمضى يومه الاول في اصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية، التزاما بوعوده في القطيعة مع عهد سلفه دونالد ترامب.
وواصل الرئيس الـ 46 أمس ما بدأه في اليوم الأول، حيث وقع أكثر من 15 إجراء تنفيذيا.
وأطلق إستراتيجية مواجهة جائحة «فيروس كورونا المستجد»، وأعلن التوقيع «على إجراءات تنفيذية لتوسيع نطاق الاختبارات وإدارة اللقاحات وإعادة فتح المدارس والشركات»، وقال «ليس لدينا ثانية نضيعها عندما يتعلق الأمر بالتحكم في فيروس كورونا».
من جهتها، أعربت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، عن تفاؤلها «بشأن المستقبل، وكانت هذه رسالة حفل التنصيب»، الذي وصفته بأنه كان «مثاليا وحققنا انتقالا سلميا للسلطة وأميركا متحدة».
وقالت: «علمنا اليوم أن إدارة ترامب لم تكن لديها خطة لتوزيع اللقاحات»، مؤكدة: «الآن يمكننا تجاوز جائحة كورونا والعمل بشكل أفضل».
وإذ أعلنت بيلوسي الجاهزية «لتحويل إجراءات عزل ترامب إلى مجلس الشيوخ»، إلا انها رفضت تحديد موعد تحويل هذه الإجراءات، وتعهدت بملاحقة الأشخاص الذين ساعدوا في اقتحام الكونغرس، وجددت اتهام ترامب بتحريض الغوغاء على الهجوم.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان أن «التعيينات في إدارة بايدن تدل على تفهمها للملفات المشتركة». وأضاف في تصريح لقناة «العربية»: متفائلون بعلاقة ممتازة مع أميركا تحت إدارة بايدن.
وشملت الإجراءات إلزاما بوضع الكمامات في المباني الاتحادية ووقف الانسحاب من منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى معاودة الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ وإنهاء حظر السفر إلى الولايات المتحدة من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.
وشكلت عودة واشنطن إلى منظمة الصحة العالمية من الباب العريض أمس، دفعة قوية للجهود العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، في موقف مناقض تماما لسياسة ترامب الذي سحب بلاده من المنظمة واتهمها بأنها دمية بيد الصين.
وكلف بايدن خبير الأمراض المعدية الطبيب أنتوني فاوتشي بالقيام بمداخله خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
وفي كلمته، قال فاوتشي العضو السابق في خلية الأزمة التي شكلها ترامب قبل أن يعينه بايدن مستشارا، إن الولايات المتحدة «تنوي الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه المنظمة». كما شكر المنظمة «لدورها القيادي في الاستجابة الصحية العامة العالمية لهذا الوباء».
واعتبر مدير المنظمة ادهانوم تيدروس غيبريسوس «هذا يوم عظيم لمنظمة الصحة ويوم عظيم للصحة العالمية»، معربا عن شكره للرئيس الجديد على ما وصفه بـ «احترامه لتعهده» بالحفاظ على عضوية الولايات المتحدة في المنظمة.
ومن اول القرارات التي اتخذها بايدن ايضا، طرد رئيس طاقم البيت الابيض تيموثي هارليث الذي عينته ميلانيا ترامب عام 2017، ليشغل هذا المنصب المهم وهو مسؤول أحد فنادق ترامب في واشنطن. وقبله غادر ثلاثة مسؤولين أميركيين يوم تنصيب بايدن.
وأكد الجراح العام جيروم آدامز أن إدارة بايدن طلبت منه التنحي قبل التنصيب، واختار بايدن الجراح العام السابق فيفيك مورثي للعودة إلى المنصب من جديد.
ومن بين المسؤولين المستقيلين قبل تسلم الإدارة الجديدة، رئيس الوكالة الأميركية للإعلام مايكل باك، ومديرة مكتب الحماية المالية للمستهلك كاثي كرانينغر، وذلك بناء على طلب من إدارة بايدن.
ولقيت الاجراءات التي اتخذها ويتخذها بايدن أصداء ايجابية على مستوى العالم، فقد رحب الاتحاد الأوروبي بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمان في بيان مشترك «إننا نتطلع لأن تعود الولايات المتحدة إلى جانبنا مرة أخرى في قيادة الجهود العالمية لمكافحة أزمة المناخ».
كما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن «هناك نطاقا أوسع بكثير» للتعاون مع الرئيس بايدن منه مع سلفه.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي «إذا نظرتم ببساطة إلى المراسيم التي وقعها، يمكنكم ملاحظة أنه بإمكاننا العمل معا من جديد» في مجالات مثل المناخ والهجرة.
وأضافت أن في الوقت نفسه «ندرك أنه مع تنصيب الرئيس الأميركي الجديد ستحصل أيضا مناقشات حول طريقة القيام بالأمور بشكل جيد للبلدين»، مشيرة إلى أنه لا ينبغي توقع تفاهم حول جميع المواضيع.