أواخر تسعينيات القرن الماضي بمصر الكنانة تم تكليف اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، يرحمه الله، محافظا للعاصمة الثانية لمصر المحروسة، ويطلق عليها لعمق تاريخها، وموقعها الجغرافي لربط البحر الأحمر بالأبيض المتوسط عروسة البحرين جمالا ونظافة وقلعة سياحة، كان لي شرف اللقاء بالمرحوم محافظها المحبوب كما يطلق عليه أهلها وزوارها والمقيمون على أرضها برا وبحرا، أتذكر خلال الحوار بعد مباركة المنصب للمحافظ المحجوب كان لنا استفسار عن بروز تقدم وتجديد مواقع هامة للمدينة العريقة من بحرها لبرها والحقول المحيطة بقراها، وواجهتها الساحلية، وحواريها التراثية والزراعية، أهمها معامل السماد الصناعي مادته التلوث البيئي وتدويره لسماد زراعي وغير ذلك كثير لأنواع وتحسين الإنتاج الزراعي بأيدي وعقول وطنية 100%، وزاد ذلك الود ما بين المحافظ وقطاع رجال الأعمال لتمويل مخطط تنمية مدينة وعروس البحر المتوسط والكل يحترم الآخر للصالح المصري العام في تلك الأيام.
كان جواب المرحوم بإذن الله المحافظ المحبوب هو التأكيد على العمل لتجديد ملامح الإسكندرية الشامخة بقلب تاريخها، وإخلاص أبنائها القدوة لها وغيرها بالعالم الواسع ولاء وانتماء، وهمسة لهيئتنا الزراعية لفتح التواصل مع جيران ذات المجالات الزراعية وتطويرها والحيوانية وتنظيمها، وجعل القطاع الأهلي ومواطنينا ووافدينا مراكز تنمي ذلك المجال الزراعي ورعايته لتحويل تلال وساحات ورمال صحارينا جنة وواحات خضراء تسر الناظرين بلا إهمال وتكسير أو تدمير لما يتم من تشجير بسبب مقاولي الوقت الضايع بلا عقاب ولا ثواب للطرفين، وتنتهي بلا ميزة ولا ميزانية زراعية.
ولن نزايد على جهود وإخلاص جنودها لخندقها الحالي بإقامة أسبوع سنوي زراعي لجماهير هواتها وتدعيم ميزاتها للعود الأخضر يا أهلها الأوفياء.