إيدي تشابمان ـ الجاسوس «الزجزاج»!اسمه الحركي «الزجزاج» وهو خبير مفرقعات، وعلى عكس الكثيرين لم يستخدم ذكاءه في شيء مفيد، بل استغله في سرقة المجوهرات وكسر الأقفال، حتى أصبح من أكبر لصوص الخزائن في لندن.
وفي عام 1939، تم القبض عليه في محاولة منه لسرقة ملهى ليلي، لكن القدر كان يخبئ له مفاجآت أخرى.
ففي عام 1940 وكانت ألمانيا وإنجلترا في ذلك الوقت في حالة حرب، فهرب الى فرنسا، حيث كانت تحتلها ألمانيا، وسلم نفسه للسلطات الألمانية هناك، وعرض خدماته ليصبح جاسوسا ضد إنجلترا.
فأرسله الألمان إلى دورة سريعة لتعلم أسس التجسس وكيفية إخراج قطار عن مساره وأسلوب تدمير سفينة عن طريق وضع كتل من الفحم المخلوط بالديناميت في مستودع الفحم الخاص بها، والذي كان يُستعمل كوقود.
وكان ذلك تحولا سارا بالنسبة لتشابمان، بعيدا عن الحياة البائسة خلف قضبان السجن، وكان (تشابمان) يتقاضى من الألمان راتبا كبيرا، وتم إدراجه على قائمة القوات الخاصة لزعيم ألمانيا أدولف هتلر.
بعد فترة قصيرة، صدرت له تعليمات بالهبوط بمظلة في إنجلترا، وكان من المقرر عند وصوله أن يبعث بتقارير حول الأسلحة وأجهزة الرادار ووحدات الأسطول البحري، بالإضافة إلى تنفيذ مهام تخريبية. وفعلا هبط (تشابمان) بسلام في منطقة إيست أنجليا بإنجلترا.
وهناك اتجه الى أقرب قسم للشرطة وأفرغ حقيبته أمام مجموعة من رجال الشرطة المندهشين، وتم إرساله الى مقر المخابرات، حيث أجروا تحقيقا دقيقا معه، بعد أن اعترف بأنه جاسوس ألماني، ولكنه يريد أن يتجسس لحساب إنجلترا، في مقابل العفو عن كل جرائمه السابقة.
ولحسن حظه اقتنع رجال المخابرات البريطانية بالمعلومات التي كشف عنها، وأعطوه اسما حركيا (الخط المتعرج)، ووافقوا أن يعمل كعميل مزدوج.
استمرت رحلاته إلى بلاد أوروبية مثل البرتغال، لمقابلة أفراد من المخابرات الألمانية. وكان يقدم لهم في كل مرة معلومات مضللة عن القوات المسلحة البريطانية، ولكنه في نفس الوقت كان يزود المخابرات البريطانية بالمعلومات الصحيحة التي تمكن من الحصول عليها عن التحركات والخطط الألمانية في أوروبا.
وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح تشابمان يمثل إزعاجا للسلطات البريطانية، فساعدوه لامتلاك مشروع للاستيراد والتصدير.
من كتاب: أشهر جواسيسي التاريخ ـ مجدي كامل