بعد سلسلة من الأوامر التنفيذية التي ركزت في معظمها حول مواجهة جائحة فيروس كورونا، توجه الرئيس الأميركي جو بايدن صوب الحلفاء لترميم علاقات واشنطن التي دمرها سلفه دونالد ترامب، وإعادة تموضع الولايات المتحدة على خارطة العالم الذي يترقب مفاعيل تلك التحركات. وقد اتهم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ترامب بأنه «تحاور مع كوريا الشمالية أكثر مما فعل مع الأوروبيين»، متوقعا أن يكون الحوار مع خلفه بايدن «أكثر احتراما» حتى لو افتقر أحيانا الى «التقارب».
وأعلن ميشال، في حديث لإذاعة «يوروب 1» الفرنسية وقناة «سي نيوز» وصحيفة «ليزيكو»، أن «السنوات الأخيرة أفسدت العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة».
وأضاف «اعتقد أنه مع جو بايدن هناك أفق حوار طبيعي أكثر، ومحترم أكثر. كما أمامنا أفق قيام تحالف موضوعي قوي في العديد من المشاريع المهمة لنا مثل المناخ».
وقال ميشال «لكن في الوقت نفسه، أنا واقعي جدا (..) إن تأثير دونالد ترامب على المستوى الداخلي لم يندثر مع اداء جو بايدن القسم» في 20 الجاري.
بدوره، تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال مع بايدن، بترسيخ العلاقات بين بلديهما ومواجهة التغير المناخي، في أول محادثة منذ تولي بايدن منصبه، وفق ما أفاد بيان صادر عن «10 داونينغ ستريت».
وقال البيان ان جونسون هنأ بايدن على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، وأبدى الزعيمان خلال المحادثة الهاتفية «تطلعهما لترسيخ التحالف الوثيق» بين بلديهما.
وذكرت الصحف البريطانية أن جونسون كان أول زعيم أوروبي يتلقى اتصالا من بايدن، الذي تحدث في وقت سابق إلى نظيريه الكندي والمكسيكي. وأفادت صحيفة «صنداي تلغراف» اليمينية بأن جونسون كان أول زعيم خارج أميركا الشمالية يتحدث مع بايدن «بعدما تم تقريب موعد المكالمة المقررة بيومين في خطوة ينظر إليها على أنها دفعة مهمة للعلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة».
وبدا أن الهدف من وراء هذه المحادثة بث الدفء في العلاقة الباردة بين الرجلين، خصوصا أن بايدن كان وصف جونسون عام 2019 بأنه «مستنسخ جسديا وعاطفيا» من دونالد ترامب.
كما كان بايدن قد انتقد سياسة جونسون المتعلقة بـ «بريكست»، لكن بيان «داونينغ ستريت» أشار إلى أن الزعيمين «ناقشا فوائد اتفاق تجارة حرة محتمل» بين البلدين.
وذكر البيت الأبيض أن التحديات المشتركة تشمل «مواجهة التغير المناخي واحتواء «كوفيد ـ 19» وضمان الأمن الصحي العالمي»، مشيرا إلى أن بايدن ينوي «إعادة إحياء العلاقات عبر الأطلسي»، مشددا على «الدور المفصلي لحلف شمال الأطلسي في دفاعنا الجماعي وقيمنا المشتركة».
ونشر جونسون تغريدة قال فيها «أمر رائع التحدث إلى الرئيس جو بايدن»، وأرفقها بصورة له وهو يحمل الهاتف ضاحكا.
من جهة أخرى، عبر متحدث باسم الكرملين أمس عن استعداد روسيا للحوار مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد في لقاء يتوقع أن تبحث فيه الخلافات، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرد بالمثل على استعداد الولايات المتحدة للحوار.
في غضون ذلك، قال الجيش الأميركي أمس ان مجموعة حاملة الطائرات «تيودور روزفلت» دخلت بحر الصين الجنوبي لتعزيز «حرية البحار»، وذلك في وقت يثير فيه التوتر بين الصين وتايوان قلقا في واشنطن.
وذكرت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادي في بيان أن المجموعة الهجومية دخلت بحر الصين الجنوبي اول من امس، وهو نفس اليوم الذي أعلنت تايوان فيه عن توغل كبير لقاذفات قنابل ومقاتلات صينية في منطقة تابعة لها بجوار جزر براتاس.
وأضاف البيان أن المجموعة دخلت الممر المائي، الذي تطالب الصين بالسيادة على جزء كبير منه، لإجراء عمليات روتينية «لضمان حرية البحار وبناء شراكات تعزز الأمن البحري».
وقد أكدت وزارة الخارجية الاميركية أن الدعم الأميركى لتايوان يبقى «صلبا كالصخر» على الرغم من «محاولات الترهيب» من جانب الصين التي حلق عدد من طائراتها في المجال الجوي للجزيرة.
وفي أول تصريحات حول تايوان منذ تولي بايدن منصبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان انه «يلاحظ بقلق التوجه الحالي لجمهورية الصين الشعبية إلى ترهيب جيرانها بما في ذلك تايوان»، داعيا بكين إلى «وقف ضغوطها العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية» على الجزيرة.