- 47 % عوائد الفضة.. و20% زيادة الإقبال على شراء الذهب الاستثماري خلال العام الماضي
باهي أحمد
يبقى الذهب هو الملاذ الاستثماري الآمن وقت الأزمات الاقتصادية، هذا ما أثبتته التجربة خلال جائحة كورونا وما تبعها من أزمة اقتصادية بمختلف القطاعات، ففي الوقت الذي شهدت فيه أسواق الأسهم والعقار خسائر استثمارية كبيرة، جاء المعدن الأصفر ليكون الملاذ الآمن للاستثمارات والوعاء الذي يحافظ على المدخرات من الخسائر خلال الأزمة.
وعلى الرغم من الصعود الصاروخي والكبير لأسعار الذهب خلال العام الماضي وبلوغها أعلى مستوياتها التي تخطت حاجز 2000 دولار للأوقية، شهد الذهب إقبالا كبيرا على شراء، خاصة الاستثمارية منه التي تتمثل في السبائك والذهب الخام، فيما ضعف الإقبال على شراء المشغولات الذهبية التي عادة ما ينخفض سعرها عن إعادة بيعها مره أخرى.
وفي ضوء هذا الارتفاع الكبير بأسعار الذهب خلال العام الماضي، حقق المستثمرون في الذهب عوائد كبيرة بلغت بحسب تجار الذهب والمجوهرات نحو 24%، ليتفوق بذلك المعدن الأصفر في عائده الاستثماري على أسواق الأسهم والعقار وغالبية القنوات الاستثمارية.
«الأنباء» قامت بجولة ميدانية في سوق الذهب وتحدثت مع عدد من التجار، الذين أكدوا أن أزمة «كورونا» هبطت بالإقبال على الذهب المشغول، وقفزت بشراء السبائك الجنيهات الذهبية، وأشاروا إلى أن الكثيرين استبدلوا الأموال النقدية بالذهب، حيث يعد بمنزلة «شيك» يمكن تصريفه بأي وقت بعائد جيد، وهو ما يؤكده ارتفاع الإقبال على شراء الذهب الاستثماري في الكويت بنسبة 20% بعد ظهور جائحة كورونا.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة سبائك رجب حامد، ان أزمة كورونا حولت سوق الذهب الكويتي من سوق يهتم بالمشغولات إلى سوق يهتم بالاستثمار والملاذات الآمنة، حيث تغيرت عقلية المشتري خلال الأشهر الأخيرة بارتفاع الإقبال على شراء السبائك والذهب الخام بشكل مضاعف مقارنة بالسنوات السابقة.
وأضاف حامد أنه خلال جائحة كورونا هبط الإقبال على الذهب المشغول مقارنة بالذهب الاستثماري، حيث زاد الإقبال على السبيكة وزن 10 غرامات و20 غراما والكيلو والـ 10 تولات، إضافة إلى الليرات والجنيهات الذهبية.
وأشار إلى أن نسبة ارتفاع الذهب والعائد للمستثمرين الذين قاموا بشرائه خلال العام الماضي بلغت 24%، فيما بلغ العائد على الفضة 47%، لافتا إلى أنه في السابق اتجه العديد من المشترين للذهب كملاذ آمن، لكن بعد الجائحة تأكد الجميع أنه استثمار ناجح وعوائده مضمونة وسريعة، خاصة أن جميع القطع الاستثمارية متوافرة في كل المحلات.
وأوضح ان سعر الذهب بالسوق أصبح مرتبطا بالأسواق والبورصات العالمية، مما نتج عنه وجود منصة لتداول المعادن الثمينة بالكويت للبيع والشراء تنافس المنصات العالمية، مؤكدا أن كميات الذهب الخام والسبائك حاليا أصبحت تنافس كميات الذهب المشغول وباتت قريبة منها، كما أنها ستصبح عادة تنافس بورصة العقار والأسهم، حيث تحولت تجارة الذهب من زينة إلى استثمار وخزينة.
من جانبه، قال سيد رضا من مجوهرات كنوز الشرق، ان المستهلكين في الكويت اتجهوا إلى سوق الذهب بشكل كبير بعد جائحة كورونا، خاصة الذهب الاستثماري والفضة ويأتي بعد ذلك الذهب المشغول، حيث تحول الذهب من الزينة فقط ليصبح سلعة مفضلة للتخزين.
وأوضح رضا أن هناك عددا كبيرا من المشترين قام باستبدال الأموال النقدية لديه إلى ذهب وفضة، حيث اقتنع العديد منهم بأن الذهب يعتبر بمنزلة الشيك المصرفي، يمكن تصريفه في أي وقت، بل وتحقيق عائد جيد منه، كما أن فتح السوق مرة أخرى بعد جائحة كورونا أدى إلى إقبال غير مسبوق على الذهب الاستثماري من سبائك وليرات، حيث إن نسبة الإقبال على شراء الذهب الاستثماري من سبائك وليرات وتولات ارتفعت بنسبة 20% بعد الجائحة.