لأهمية موقع الكويت المميز جغرافيا واستراتيجيا تقع الكويت في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي الذي يربط ما بين قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وكذلك قربها من قارتي أفريقيا وأوروبا، وهي محاذية لتجمعات وحضارات بشرية كحضارة بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين وبادية الشام وحوض الخليج العربي يمتد من مضيق هرمز جنوبا وجميع السفن التجارية وناقلات النفط عند عبورها مضيق هرمز باتجاه شمال حوض الخليج العربي تتوقف في شمال الخليج العربي وهو نهاية حوض الخليج العربي وجميع موانئ دول الخليج العربي صالحة لرسو السفن طوال العام لوقوعها في العروض المدارية عكس موانئ بعض دول أوروبا لتجمدها في فصل الشتاء.
ونعلم أن اقتصاد الكويت يعتمد على مصدر اقتصادي واحد وهو النفط وهو ثروة طبيعية مهمة لكنها معرضة للنفاد والنضوب والتذبذب في أسعارها، وهنا مكمن الخطر على اقتصاد الكويت.
ورغبة من المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في جعل الكويت مركزا ماليا واقتصاديا وتجاريا عالميا ورؤية الكويت في سنة 2035م وزيارته التاريخية للصين في سنة 2018م وتوقيعه لاتفاقيات التعاون مع الصين بتطوير الجزر الشمالية وربة ـ بوبيان ـ فيلكا ـ كبر ـ عوهة والمحاذية لجون الكويت وربطها مع مشروع طريق الحرير الصيني حتى نتدارك الأمر بعدم اعتماد الاقتصار على مصدر دخل واحد وهو النفط، لذا لابد من تفعيل الرؤية التنموية الاقتصادية وتطوير الجزر الشمالية وميناء مبارك الكبير.
عندما دعيت لحضور ندوة ترأسها الشيخ ناصر صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في يونيو سنة 2017م لعرض ومناقشة مشروع تطوير الجزر الشمالية وربطها مع المشروع الصيني طريق الحرير، هذا المشروع الحيوي والتنموي، وقفت على مدى فوائده الكثيرة للوطن والمواطنين وكذلك على دول الجوار إيران والعراق ودول وبلاد الشام عامة إقليميا وعالميا، لذا على الحكومة والمجلس التعاون فيما بينهما بدعم الاقتصاد بشكل فعال بتشريع وسن القوانين لهذا المشروع الاقتصادي العملاق كرافد اقتصادي للدخل الوطني حتى تتحقق رؤية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا وتحقيق استراتيجية الكويت سنة 2035م والكويت لديها من الكفاءات الشبابية القادرة على إدارة تلك المشاريع وإدارات على كفاءة عالية بالنظم الإدارية والإشرافية والرقابية وتطبيق القوانين والشراكة الحقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص.
ونحمد الله أن الكويت تنعم بالأمن والاستقرار، لذا علينا استغلال الفرص وعدم إهدار الوقت وضياعه والمضي مع الركب العالمي نحو التطور والتقدم وهناك مشاريع ضخمة تنموية هادفة في كل من هونج كونج وسنغافورة ومضيق جبل طارق ولكسمبورغ وكذلك ميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة وميناء حمد في دولة قطر وهما من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، وأطلقت المملكة العربية السعودية مشروع «ذي لاين ـ نيوم» قيد الإنشاء بثورة حضارة، ويقع المشروع في شمال غرب المملكة عند طرف خليج العقبة على البحر الأحمر وهي مدينة مليونية مستقبلية، لا ننسى أننا نعيش في عالم متغير ومتبدل عازم على الاعتماد التكنولوجي.
وفي ظل الظروف الراهنة لابد من تصحيح الأوضاع الاقتصادية وتطوير الجزر الشمالية وميناء مبارك وتحقيق استراتيجية الكويت سنة 2035م، فالشعب الكويتي شعب وفي وفزعته الوطنية متأصلة في نفوسه أفراده تجاه وطنهم الغالي الكويت.
[email protected]