عندما يزعجك أحدهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن خيار «البلوك» خيار جيد وسريع لإيقاف مضايقاته، ولكن ماذا إذا كان الذي يزعجك مفروضا عليك أو مقربا منك؟ حينئذ هناك استراتيجية يعرفها أصحاب النسم الثقيل وليس نسم الريشة، إنها استراتيجية الوقت المنهدر: وهي أن تعتذر له بشكل مهذب عن التواصل معه لمدة مؤقتة (شهر) مثلا وباستخدام حقك المطلق في ذلك، ثم تعمل له «بلوك» بعد أن تكون قد رتبت واستعددت لكل ردات فعله المتوقعة، وهذا يصنع فرقا كبيرا عن «البلوك المباشر»، وهذا تماما ما صنع بالأمس القريب مع المعارضة، وهذا الإيقاف للانعقاد إيقاف يعقبه «بلوك»، وهنا أقولها واضحة ودون مواربة إنها رسالة لكم يجب أن تعوها وتتحملوا مسؤوليتها والفرصة التي بين أيديكم الآن ستذهب أدراج الرياح كسابقاتها.
التصعيد الذي تقومون به من منطلق ثقة وقوة سيجعلكم تتراجعون ولا تحققون ما تأملون به من إصلاح، وإذا لم تفهموا الرسالة فإن مجلس الأمة لن ينعقد فيكم أبدا.
ووالله إن مهلة الشهر هذه ستكون آخر عهدكم بالمجلس.
فكروا بشكل متوازن وتعلموا من أصحاب النسم العميق.
الأمر عندكم والتوازن سر المرحلة، والمعقول المكتسب خير من المرجو الخاسر.