[email protected]
هذه كلمات طيبة يدور أكثرها حول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحول بعض الأحداث والأشخاص منذ بدايات الدعوة والهجرة وانتشار الدين الإسلامي الحنيف وقيام الدولة الإسلامية، والرجال الذين وقفوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم يؤيدونه طائعين له متبعين أوامره غير مترددين في التضحية بكل نفيس في سبيل نصرة دين الله ونصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومما حرصنا على إيراده ضمن هذه الكلمات الطيبة عدد من القصائد والشعراء الذين أيدوا الرسول صلى الله عليه وسلم ودافعوا عنه مثل حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبدالله بن رواحه.
نحن اليوم في حضرة الأستاذ الأديب والشاعر والمؤرخ د.يعقوب يوسف الغنيم الذي يقدم كتابه «كلمات طيبة» وهو بالفعل كذلك، حيث نقلني في عطلة الأسبوع على مدى يومين من الحديث عن السيرة النبوية الشريفة إلى حديث آخر، عن ذكر أصحابه، ثم الشعراء بمن فيهم شعراء الكويت والحوادث الكثيرة التي عرج عليها قائلا: ما أقدمه هنا كلمات، ولكنها كلمات طيبة بما ضمت من أحاديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وذكر لسيرته العطرة وبيان عن كل ما ذكر فيه من شعر وامتدح به من خطب، للعلم إن كتاب «كلمات طيبة» يحوي 31 كلمة قيلت لمدة شهر كامل في إذاعة القرآن الكريم الكويتية وبعد الانتهاء من إلقائها وجد الدكتور (أبو أوس) أن الفائدة الحقيقية أن تكون في كتاب يجمعها ويمكن لكل راغب العودة إلى قراءتها.
وكان أن تكرمت مكتبة ومركز فهد بن محمد بن نايف الدبوس للتراث الأدبي بالكويت بنشرها مطبوعة في عام (1436هـ - 2015م) بالاسم الذي أذيعت به الكلمات، وهو لا يغطي كل ما نريد أن نقوله في رسول الله ولا آله ولا صحبه، فما يجب أن يقال إنما هو أكبر من ذلك، لكن مراجع الكتاب التي يرجع إليها ستدل الباحث وطالب العلم إلى طريق المزيد والتوسع في المعرفة إذا شاء.
٭ ومضة: كتاب قيم مكون من كلمات طيبة بما يتعلق بالإسلام الحنيف وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبعدد من أصحابه وآل بيته الأطهار، ثم ينتقل إلى مجالات أخرى مقاربة وهي تنقلك من الشعر والشعراء أمثال حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد صد بقصائده دائما الشعراء المعادين، واصفا المعارك التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم أو دفاعا عن الدين الحنيف.
ثم يتناول كعب بن مالك الصحابي الجليل والشاعر الذي دافع عن الإسلام بشعره، وهو الذي كان في بيعة العقبة الثانية مع سبعين رجلا وامرأتين.
ويتناول الكتاب الأعشى ميمون بن قيس، وهو من أجود الناس شعرا، وكانت العرب تسميه (صناجة العرب) لأن بشعره رنة خاصة ولحنا مطربا كالآلة الموسيقية القديمة.
ويتحدث الكتاب عن أحد كبار الشعراء (حُميد بن ثور) والذي عاش فترة من الجاهلية والفترة الأكبر في الإسلام، ثم يتناول سيرة النابغة الجعدي أحد الشعراء الذين عاشوا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وكان له حظ كبير بلقاء الرسول صلى الله عليه وسلم وإلقاء الشعر بين يديه.
وأنت تقرأ عن (كاظمة) تشعر بأن المؤلف الجامع لمادة هذا الكتاب يعرض كاظمة كموقع اهتزله شعراء العرب على اختلاف عصورهم منذ الجاهلية مرورا إلى العصر الإسلامي والأموي الأندلسي وصولا إلى الشاعر مهيار الديلمي الذي يذكر كاظمة في شعره:
يا نسيم الصبح من كاظمةٍ
شدّ ما هِجت الجوى والبرحا
الصَّبا إن كان لابدّ الصَّبا
إنها كانت لِقلبي أرْوَحا
كما ذكر ما قاله د.عبدالوهاب عزام الذي زارها حين جاء إلى الكويت فقال:
بكاظمة طوفت في ميعة الضحى
وقلبي إلى الماضين جَمُّ التشوقِ
أكاد أرى في رملها قبر غالب
وأسمع في الآفاق شعر الفرزدقِ
ثم يجول بنا الدكتور أبو أوس في أشعار محمد سعيد البوصيري والبردة وكيف كانت تنشد في (الموالد) الكويتية في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
٭ آخر الكلام: يتناول المؤلف د.يعقوب الغنيم سيرة شعراء من الكويت مثل محمد عبدالمحسن الرشيد ومحمد المشاري وأحمد السقاف ومحمود شوقي الأيوبي، وفاضل خلف، وراشد السيف، غير أنه يصف الشاعر الأستاذ محمد عبدالمحسن البدر (أبوماهر) بأنه معلمه من أوائل أربعينيات القرن الماضي في المدرسة الأحمدية في مبناها القديم الكائن على ساحل البحر وقد أزيلت لتوسعة قصر السيف.
ومن خلال قراءتي للكتاب اتضح لي حجم التوقف عن (المولد النبوي في الكويت) فالدكتور يعقوب يوسف الغنيم تتبع اهتمام الكويتيين - بوجه خاص - بهذه المناسبة المباركة، وبين كيف كان الاهتمام بها في المساجد والديوانيات والمكاتب والمنازل وعن طريق قراءة قصة المولد النبوي الشريف، وكيف تعطل المدارس والدوائر ابتهاجا بهذه المناسبة الدينية، وكيف انحسرت تلك الأيام الماضيات الآن وقل وجودها!
٭ زبدة الحچي: كتاب يصلح للثقافة العامة مليء بذكر ومحاسن الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وبعض من شعراء الكويت الذين أثروا الساحة الشعرية بأشعارهم، واضح (عشق) د.يعقوب يوسف الغنيم لكل الشعراء الفحول الذين يملكون ناصية الشعر، وهو للأمانة لم يتوقف عند جنسيات معينة وإنما عرض كمّا من الشعراء العرب والجزيرة، ولم يتوقف في زمن معين، وإنما ذكر شعراء منذ الجاهلية إلى أن توقف في نهاية كتابه عند شاعرنا راشد السيف والذي عُرف عنه أنه من دعاة التقدم والاهتمام بالعلم والمعلمين والتحذير من الاستعمار وأساليب المبشرين ودعوته المستمرة لنبذ العادات السيئة والموبقات وله ديوان اسمه (السيفيات).
شكرا.. د.يعقوب يوسف الغنيم أيها الأديب والشاعر والمؤرخ الذي جال بنا في رحاب كم هائل من المعلومات، ولك مني والقراء الكرام التحية والتقدير أيها الأستاذ القدير، ومع كتاب جديد لك في قادمات الأيام.. جزاك الله خيرا.
في أمان الله..