احتشدت مجددا عشرات الألوف من المعارضين للانقلاب العسكري في ميانمار امس في العديد من المدن من شمال البلاد إلى جنوبها دون أن تثني عزيمتهم أعمال العنف التي وقعت أمس الأول، أدمى أيام المظاهرات، عندما فتح أفراد الشرطة والجنود النار فقتلوا اثنين وأصابوا العشرات.
وفي مدينة رانغون الرئيسية، احتشد عدة آلاف من الشبان في موقعين لترديد الهتافات واحتشد آلاف آخرون سلميا في مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في البلاد والتي شهدت مقتل اثنين أمس الاول، حسبما أظهرت لقطات بثتها إحدى وسائل الإعلام.
وأظهرت صور مسيرات لأعداد كبيرة في مدينتي مونيوا وباجان في وسط البلاد وفي داوي ومييك في الجنوب ومياوادي في الشرق.
وقال محتج شاب في ماندالاي أمام الحشد «استهدفوا رؤوس المدنيين العزل. استهدفوا مستقبلنا».
يأتي هذا فيما أقيمت امس مراسم تشييع لشابة في الـ 20 من العمر هي أول ضحية للقمع العسكري وأصبحت رمزا للمقاومة المناهضة للمجموعة الانقلابية.
وجرت مراسم تشييع الشابة ميا ثواتي ثواتي خينغ التي كانت تعمل في محل بقالة وتوفيت الجمعة متأثرة بجروح أصيبت بها في التاسع من فبراير، في العاصمة الإدارية نايبيداو بحضور آلاف الأشخاص.
في غضون ذلك، أعلنت شركة «فيسبوك»، حذف الصفحة الرئيسية لجيش ميانمار بسبب المعايير التي تحظر التحريض على العنف.
وقالت «فيسبوك» في بيان لها - «تماشيا مع سياساتنا العالمية، حذفنا صفحة فريق معلومات جيش ميانمار (تاتمادا) من فيسبوك بسبب الخرق المتكرر لمعايير أوساطنا التي تحظر التحريض على العنف».
وقال مقرر الأمم المتحدة الخاص لميانمار توم أندروز إنه يشعر بالرعب بعد مقتل اثنين وجرح العشرات في ماندالاي.
وكتب على تويتر «من مدافع المياه إلى الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والآن تطلق القوات المعززة النار على المحتجين السلميين. يجب أن ينتهي هذا الجنون».
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «استخدام القوة المميتة» في ميانمار.
وكتب غوتيريس على تويتر «أنا أدين استخدام العنف المميت»، مضيفا ان «استخدام القوة المميتة والترهيب والمضايقة ضد متظاهرين سلميين أمر غير مقبول».
وعبرت دول غربية عن معارضتها للعنف بعد أن نددت بالانقلاب.