سجلت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من جائحة فيروس كورونا المستجد، نصف مليون وفاة، في وقت تشكل وتيرة حملات التطعيم بارقة أمل، وسط انتقادات أممية لكون 75% من جرعات اللقاحات التي تم توزيعها حتى الآن، تقاسمتها فقط 10 دول.
وبعد عام من إعلان وفاة أول أميركي جراء كوفيد-19 في 29 فبراير الماضي، ومن أصل أكثر من 2.67 مليون وفاة، سجلت أميركا أكثر من 499 ألف حالة وفاة أي ما يزيد قليلا على خمس الاصابات في العالم، وفقا لحصيلة أعدتها جامعة جونز هوبكنز الأميركية المتخصصة.
وقال أنطوني فاوتشي خبير الأمراض المعدية ومستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، «لم نعرف شيئا من هذا القبيل منذ أكثر من 100 عام، منذ جائحة 1918.. هذا أمر سيسجله التاريخ».
وتم تجاوز عتبة 400 ألف وفاة في يناير الماضي، عشية تنصيب جو بايدن رئيسا، وهو جعل من مكافحة الوباء على رأس أولوياته في مستهل ولايته.
وقال بايدن «500 ألف! هذا أكثر بسبعين ألفا من العدد الإجمالي للأميركيين الذين قضوا خلال الحرب العالمية الثانية».
لكن الرئيس الأميركي قال «أظن أننا سنقترب من الوضع الطبيعي بحلول نهاية هذا العام».
أما في بريطانيا البلد الاوروبي الاكثر تضررا، مع أكثر من 120 ألف وفاة، فقد عرض رئيس الوزراء بوريس جونسون أمس خطة «حذرة وتدريجية» لإخراج البلاد من العزل الذي اعيد فرضه مطلع يناير لمواجهة تفشي الوباء مجددا بسبب النسخة المتحورة التي ظهرت في كنت.
واعلنت الحكومة ان المدارس ستعيد فتح أبوابها في الثامن من مارس.
وتتسارع وتيرة حملة التطعيم التي بدأت في ديسمبر، وتم تطعيم ثلث الراشدين بأول جرعة. وبحلول منتصف أبريل يتوقع ان يكون كل من هم فوق الخمسين من العمر قد تلقوا الجرعة الاولى.
وفي المانيا رغم التخوف من موجة ثالثة من الاصابات بسبب المتحورة البريطانية أعيد فتح المدارس أمس في القسم الاكبر من البلاد مع شروط صحية صارمة بعد اغلاق دام شهرين.
وفي فرنسا ستفرض تدابير اغلاق في عطلة نهاية الاسبوعين القادمين على قسم من الكوت دازور (جنوب شرق) مع تشديد الرقابة في مطارات المنطقة والحدود الايطالية.
أما في سائر أنحاء العالم، حيث تم حقن أكثر من 205 ملايين جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا، لاتزال الحكومات تعول على التطعيم لمحاولة احتواء الوباء.
وأطلقت أستراليا أمس حملة التطعيم ولديها حوالى 60 ألف جرعة جاهزة هذا الأسبوع لتطعيم الطواقم الطبية وعناصر الشرطة والموظفين في فنادق الحجر الصحي ونزلاء دور العجزة.
الا ان ذلك جاء في سياق تظاهرات مناهضة للقاح في بعض المدن الكبرى.
عربيا، اعلن وزير التعليم د. حمد آل الشيخ أمس استمرار العملية التعليمية عن بعد حتى نهاية العام الدراسي الحالي، وفق الضوابط والتعليمات المطبقة حاليا.
وذكرت وكالة الانباء السعودية (واس) أن إعلان استمرار التعليم عن بعد يأتي لما تبقى من أسابيع الفصل الدراسي الثاني.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أمس ان الجائحة أدت إلى تعميق الانقسامات ونقاط الضعف وعدم المساواة الموجودة سابقا في العالم، وندد بكون «10 دول فقط تقاسمت أكثر من ثلاثة أرباع جرعات اللقاح ضد كوفيد-19 التي تم استخدامها إلى هذا اليوم»، وفي الوقت الذي لم تتلق أكثر من 130 دولة جرعة واحدة.
جاء ذلك في كلمة غوتيريس أمس، مفتتحا اعمال الدورة الـ46 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان المستمرة حتى الـ23 من مارس القادم عبر تقنية الاتصال المرئي.
واشار الى ان «العالم يشهد حلقة مفرغة من الانتهاكات حيث انقلبت حياة مئات الملايين من العائلات رأسا على عقب مع فقدان الوظائف والديون المتصاعدة والانخفاض الحاد في الدخل».