يومان تاريخيان مجيدان في شهر فبراير من كل عام تحتفل بهما الكويت الشقيقة أرضا وقيادة وشعبا (اليوم الوطني ويوم التحرير).
عيدان لهما مكانة وتاريخ أمة تشاركها في ذلك منظومة دول مجلس التعاون الشقيقة وغيرها من دول العالم.
فرحتان مكللتان بأكاليل الزهور بكل الألوان أراهما بل أقلدهما بعمق المحبة والتآخي والتعاضد على أعناق كل أخ وأخت وطفل لأهلنا وأشقائنا في الكويت الغالية علينا من هنا من أهلكم في المملكة العربية السعودية ومن قيادتنا وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه.
كم نحن نشعر بالفخر والاعتزاز والوفاء بيننا والذي لا مسافة له ولا حدود ونحن نشارك بقلوبنا معكم أهلنا وأشقاءنا أفراحكم ومناسباتكم التي تتكرر كل عام، في عيد استقلال وطن شامخ بشموخ قيادته وشعبه وتحرير أرض غالية علينا من براثن جار اعتدى واحتل في وضح النهار دولة عربية خليجية دون خوف ولا وجل من الله ومن شعوب لا ترضى بالغدر ولا الضيم، وخابت توقعات العدو الآثم، وفشلت أحلامه وطموحاته، وتناسى ان لهذا الوطن وترابه ربا يحميه ويحافظ عليه، وذلك بفضل الله ثم الأشقاء من عرب ومسلمين وجيران وعلى رأسهم حينذاك المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله وغفر له ـ وتعاضده مع قائدها المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وتحالفت معهما دول عربية وإسلامية ودولية ورجال المقاومة الكويتية البواسل جميعهم توحدوا وكافحوا وجاهدوا حتى عاد الحق والأرض المغتصبة لأهلها، وعادت أرض الكويت اكثر قوة وصلابة ومنعة، والتف الشعب الكويتي بكل أطيافه حول قيادتهم وتراب أرضهم.
ولا ننسى جميعا صرخة الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عندما أعلن وخاطب العالم بصوت القائد المؤمن ونخوة العربي الأصيل وقال: يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي الكويت والسعودية، يا نعيش سوى او نموت سوى هذا القرار اتخذته ولا فيه سعودي إلا وساند ووقف مع هذا القرار التاريخي.
ان احتفال الكويت اليوم بأعيادها الوطنية هو منبع عزنا وفخرنا، وأؤكد من هنا من أرض الحرمين الشريفين ومنبع الرسالة الخاتمة ومهبط الوحي وجارة المستجير وناصرة المظلوم على الظالم، وبالتحديد من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التي تواجه، كما شقيقتها الكويت، حربا شرسة لا هوادة فيها من أعداء الإسلام والأمة بشعوبها وثقافاتها، سيعملان بدرجة عالية وأخوة صادقة بمساندة شعبيهما، وبعد التوكل على الله، على دحر قوى الشر والإرهاب، واللتان تؤمنان بتعاضد الأشقاء بدول مجلس التعاون والجميع به كما نراهم اليوم يشاركون الكويت وشعبها في أعيادهم الوطنية وكأنها في أوطانهم.
تهنئة من قلب أخوي محب لقيادة الكويت ولأهلنا شعب الكويت الشقيق الذي كان قبل جائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأوقفت مناسباته وأفراحه، كان الشعب الكويتي في كل عام يدق طبول الفرح في كل أرجاء وطنه العزيز.. ويذكرني بذلك اليوم الذي عشت معه فرحته قبل عدة سنوات مضت برفع رايته العالية الخفاقة بساحة الصفاة بالكويت، وقرأت لحظتها على لسان أهلها ترديد العهد على الاخلاص والولاء والوفاء وانهم الدرع الحصينة.. والحبل المتين.. لوطنهم وقيادتهم.. تحت راية العز وسيوف الحق، فداء لتراب أرضهم والدفاع عنها بالغالي والرخيص.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل حاقد وحاسد، وحفظ الله قيادتي بلدينا، وحفظ لأهلنا في دول مجلس التعاون ديارهم وأهليهم.
ولا ننسى جميعا الدعاء بالرحمة والمغفرة للأمير الراحل الكبير أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد فقيد الكويت والعالم أجمع.. رحمه الله.
وكل عام وانتم أهل الكويت بخير وأمن واستقرار.. يا رب.
كل عام وانتم بخير
وكل الحب والمودة
لقيادة الكويت
ولأهلنا هناك با أعيادكم
وتحرير تراب ارضكم..
أمن واستقرار ورخاء
وعين الله ترعاكم..