أسامة دياب
أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى البلاد د.كريستيان تيودور أن الكويت قد اتخذت عدة خطوات إيجابية لإحراز تقدم في مجال تمكين المرأة وحماية حقوقها، وقال إن العالم يحتفل في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي وبالانجازات الاقتصادية والثقافية والسياسية للنساء حول العالم، موضحا أن هذا اليوم فرصة للتفكير بأهمية تعزيز الجهود للتصدي لعدم المساواة والظلم الذي يواجه النساء والفتيات من اجل تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمساواة بين الجنسين.
وتابع تيودور في تصريحات صحافية: لقد عزز الاتحاد الأوروبي من جهوده العام الماضي من اجل دعم المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة. كما قام الاتحاد بتجديد الأطر السياسية الداخلية والخارجية، وذلك من خلال استراتيجية المساواة بين الجنسين 2020-2025 وخطة العمل الجديدة للاتحاد الاوروبي المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة 2021-2025. مشيرا إلى أن تلك السياسات تضع الترويج للمساواة بين الجنسين على قمة أولويات الاتحاد الاوروبي، كما أنها تهدف كذلك الى تسريع التقدم المتعلق بتمكين النساء والفتيات وحماية المكتسبات التي تم تحقيقها منذ تبني إعلان ومنهاج عمل بيجين للنهوض بحقوق المرأة.
وأضاف تيودور: بعد 25 سنة من تبني اعلان بيجين، فإن منتدى جيل المساواة وهو تجمع عالمي من اجل المساواة بين الجنسين تنظمه هيئة الامم المتحدة للمرأة وتتولى رئاسته المشتركة كل من فرنسا والمكسيك سيقام في باريس في يونيو 2021.وهذا التجمع التاريخي سوف يعد تدابير عملية من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة بحلول سنة 2030.
وأشار إلى أن الكويت اتخذت العديد من الخطوات من اجل احراز تقدم في مجال تمكين المرأة وحماية حقوقها، حيث أرحب بتبني الكويت العام الماضي لقانون الحماية من العنف المنزلي كما أرحب أيضا بتعيين 8 قاضيات لأول مرة في تاريخ الكويت. وما يزال تمكين المرأة يشكل تحديا لجميع البلدان وبعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت تتطلع قدما لاستمرار العمل مع الكويت من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين. لقد قام الاتحاد الأوروبي العام الماضي بمنح جائزة شاليوت لتعزيز حقوق الانسان في دول مجلس التعاون الخليجي للمبادرة الكويتية «منطقة رمادية»، والتي تهدف لإقرار حقوق أبناء الكويتية المتزوجة من غير كويتي.
وأوضح انه منذ بداية جائحة كوفيد-19، تأثرت النساء بشكل خاص بالأزمة بشكل غير متناسب مما يعني ان تعزيز الجهود من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين قد اصبح اكثر اهمية مقارنة بأي وقت مضى، وهو أمر حيوي لمرحلة التعافي بعد انتهاء جائحة «كوفيد-19»، علما بأنه من اجل تحقيق تعاف مستدام وشامل وعادل، يجب ان تكون النساء جزءا من عملية اتخاذ القرار في جميع القطاعات وعلى جميع المستويات.
وأضاف تيودور: لقد ذكرت مفوضة الاتحاد الاوروبي للشراكات الدولية يوتا اوروبيلين ان المزيد من العمل المتعلق بالمساواة بين الجنسين يعتبر أمرا حيويا من اجل تحقيق التعافي العالمي المستدام من أزمة كوفيد -19 وبناء مجتمعات اكثر عدالة وشمولية وازدهار، والنساء والفتيات في طليعة الصفوف الامامية في مواجهة الجائحة حيث يجب ان يلعبن دورا قياديا في مرحلة التعافي. وان المفوضية كمفوضية تعنى بقضايا المساواة بين الجنسين والقضايا الجيوسياسية تريد العمل مع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والشركاء الآخرين من اجل بناء عالم توجد فيه مساواة حقيقية بين الجنسين.»بينما المساواة بين الجنسين هي أولوية للاتحاد الأوروبي فإن هناك الكثير من العمل الذي مازال بإمكاننا القيام به، حيث لا يوجد بلد في العالم في طريقه لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات بحلول سنة 2030 وبالاضافة الى ذلك فإن التداعيات الصحية بالإضافة الى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لأزمة كوفيد-19 تؤثر سلبا وبشكل غير متناسب على النساء والفتيات، فعلى سبيل المثال ونظرا للنسبة المرتفعة من النساء على مستوى العالم اللاتي يعملن بشكل غير رسمي في قطاعات تتعرض لضغوطات فإن نسبة خسارة الوظائف بين النساء هي اكثر بمعدل 1.8 مرة مقارنة بالرجال ومعدل الفقر بين النساء قد يرتفع الى نسبة 9.1%.
وفي الختام هنأ تيودور النساء في جميع أنحاء العالم على تحقيق كل تلك الانجازات والاتحاد الأوروبي بدوره مصمم على ان يكون في طليعة الجهود الدولية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والاستمرار بالعمل بشكل وثيق مع جميع الشركاء.