- دعم جهود الوساطة ومساعي حلّ النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز «الديبلوماسية الوقائية» أضحت من ثوابت الديبلوماسية الكويتية
- الكويت تفخر بكونها بلد الصداقة والسلام وملتقى لمختلف الأديان والحضارات
- فيلم «كويت السلام» يعزز الروح الوطنية ويؤكد الترابط والتناغم بين نسيج المجتمع
- الجوعان: الاحتفالية تعكـس المعنى الكبير لرسالة السـلام والإنسانيـة التـي تحملهـا الكويت نحـو العالـم بأكمله
- حرية الأوطان ثمنها غال والدفاع عنها مشروع واستذكار النفوس الشريفة التـي ضحت بحياتها من أجـل الوطن مهم
- أبو غزالة: نستلهم من العيد الوطني للكويت قيم السلام والحرية باعتبارها دعامات للنهضة والأسباب الرئيسة للتقدم
- المصلي: جهود استثنائية بذلتها الكويت في مجلس الأمن للدفاع بديبلوماسية راقيـة عن كل القضايا العربية العادلـة
أسامة دياب
أكد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد ناصر المحمد أن الكويت حرصت منذ نشأتها على نشر وتكريس ثقافة السلام والحوار والاعتدال، لافتا إلى أن ذلك يعد أولوية في مرتكزات السياسة الخارجية تنطلق من مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعادات وتقاليد جبل عليها أهل الكويت، فقد كرس دستور الكويت في العام 1962 في ديباجته مبادئ وثقافة السلام، فدولة الكويت تفخر بكونها بلد الصداقة والسلام وملتقى لمختلف الأديان والحضارات.
وقد «شكلت هذه المبادئ والأسس ركيزة هامة لسياسة الكويت الخارجية في تعاطيها مع المجتمع الدولي فأضحى دعم جهود الوساطة والمساعي المبذولة لحل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية وتعزيز مفهوم الديبلوماسية الوقائية من ثوابت الديبلوماسية الكويتية».
جاء ذلك خلال فعالية «كويت السلام بقلوب عربية» التي نظمها معهد المرأة للتنمية والسلام بمناسبة الأعياد الوطنية، وذلك عبر منصة «zoom» تحت رعاية وحضور الشيخ د. أحمد ناصر المحمد ومشاركة نخبة من السياسيين والشخصيات العربية البارزة.
وبينما أعرب الشيخ د. أحمد الناصر، عن خالص الامتنان والتقدير لدعوته لرعاية الاحتفالية، رحب بضيوف الكويت المشاركين فيها، وأشاد بالجهود المقدرة لكل من معهد المرأة للتنمية والسلام وكلية التربية الأساسية في إعداد وإنتاج الفيلم الوطني «كويت السلام» والذي يعزز الروح الوطنية ويؤكد على الترابط والتناغم بين نسيج المجتمع الواحد.
وقال د. الناصر إن شعار الاحتفالية «كويت السلام... بقلوب عربية» لهو دلالة على أهميه تضافر الجهود لتحقيق مزيد من التآزر عبر الوعي الحريص على مكتسبات الأمتين العربية والإسلامية، مضيفا أن «الكويت تؤمن إيمانا مطلقا بمبادئ السلام ومعانيه وأهمية تطبيقه بشكل فاعل على أرض الواقع عبر الوسائل السلمية التي حث عليها أولا ديننا الحنيف وأكدته كافة المواثيق والأعراف الدولية وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة» .
واستطرد الناصر قائلا: «هذا الإيمان الراسخ بتلك الأسس دفع سياستنا الحكيمة وفق إرشادات وتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، إلى تدعيم بل دفع كافة الجهود السلمية لحلحلة الأزمات التي يمر بها عالمنا العربي عبر الحوار الفاعل والمفاوضات البناءة حقنا للدماء ودعما للتقدم والرخاء».
وأردف بالقول: «لا يفوتني هنا أن استذكر البصمة الراسخة لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، في تبني الجهود الدولية لرأب أي خلاف يبرز على الساحة الخليجية أو العربية، فتلك المدرسة الديبلوماسية العريقة كان لها أبلغ الأثر في إبراز جهود الكويت في تدعيم سبل السلام والرخاء التي أثمرت مؤخرا تحقيق المصالحة الخليجية ورأب الصدع في البيت الخليجي الواحد وتماسك لحمته وإعادة مسيرة التضامن العربي».
وأشار إلى ان الكويت وانطلاقا من إيمانها التام بثوابتها ومبادئها تسعى وبشكل مستمر في دعم دول وشعوب العالم عبر مؤسساتها الوطنية الحكومية والأهلية لرفع المعاناة الإنسانية عن كاهل أبناء العالم والارتقاء بهم إلى مستويات التنمية المطلوبة التي بات ضرورة ملحة تستوجب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة كافة التحديات والعوائق وترسيخ ثقافة الحوار ونبذ الإرهاب والتطرف والعنف وفهم ومعالجة جذور الاختلاف دفعا للوئام والسلام بين البشر على مختلف أجناسهم وثقافاتهم ومعتقداتهم.
الحاكم والمواطن
من جانبها، قالت مديرة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان: إنه «لمن دواعي سرورنا أن نلتقي في فضاء الكويت الواسع لنتشارك معا في احتفالية السلام تحت شعار (ذكرى الوعي) وعنوانها «كويت السلام بقلوب عربية» 60 عاما على إصدار أجمل عقد يتلألأ على صدورنا منذ شهر نوفمبر 1961 ألا وهو دستور الكويت الذي نظم العلاقة بين الحاكم والمواطن وتأسيس المؤسسات على قواعد قانونية متينة وديموقراطية يتمتع بها الشعب الكويتي متمثلا بمجلس الأمة».
وأضافت: اليوم نعيش مسيرة 60 عاما للحياة الدستورية المنظمة لكافة العلاقات والسلطات، مشيرة إلى أنه وفي هذه الأعياد نستذكر الآباء والأجداد الذين ضحوا من أجل الوطن ونستذكر أبناءهم وأحفادهم الشهداء الذين ضحوا بالغالي والرخيص حتى عودة الشرعية الكويتية وإخراج آخر جندي عراقي من أرض الكويت الطاهرة.
وقالت:«هذه الاحتفالية بقلوب عربية تعكس المعنى الكبير من الرسالة التي حملتها الكويت نحو العالم بأكمله رسالة السلام والإنسانية، مؤكدة أن هذه الاحتفالية تلقي الضوء على الكيفية التي خرجنا منها عربيا بوعي كبير يؤكد أن حرية الأوطان ثمنها غال، والدفاع عنها مشروع ومن المهم استذكار النفوس الشريفة والعظيمة التي ضحت بحياتها من أجل حرية الوطن».
واستطردت الجوعان بالقول: «في هذا العام ونظرا لجائحة كورونا التي لا يزال العالم يشتكي منها ونحن جزء من هذا العالم، والتزاما بالقرارات الحكومية والإجراءات الصحية هذا العام، فقد تمثل هذا التحدي بإعداد فيلم وطني عنوانه كويت السلام شاهدتم جزءا منه الآن وهو أداء بناتنا الطالبات من ذوي الإعاقة السمعية للنشيد الوطني الكويتي بلغة الإشارة، قدم بمناسبة الأعياد الوطنية».
الحروب والكوارث
من ناحيتها، قالت الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة: «استذكر اليوم حينما تم اختيار الكويت في 9 سبتمبر 2014» مركزا للعمل الإنساني «وسمي المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد «قائدا للعمل الإنساني»، وكان الأمين العام للأمم المتحدة حينذاك، بان كي مون قد أشاد بجهود الشيخ صباح الأحمد في مواجهة ما شهده العالم من معاناة وحروب وكوارث في تلك الفترة من مظاهر كرم وإنسانية قادتها دولة الكويت أميرا وشعبا.
وأضافت: ان «الكويت أظهرت كرما استثنائيا تحت قيادة الشيخ صباح الأحمد، وكان قلب دولة الكويت أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة»، فكان أمير الإنسانية لا يدخر جهدا لأجل نجدة طالبها على امتداد الدول العربية والإسلامية والعالم كافة، ليضرب بذلك أروع الأمثلة في البذل والعطاء، والتي أكسبت دولة الكويت السمعة الطيبة والمكانة المرموقة».
واستذكرت بهذه المناسبة احتفال جامعة الدول العربية باختيار الأمم المتحدة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا وأميرا للعمل الإنساني، والذي جاء اعترافا من الجامعة ومن المجتمع الدولي بفضله وعطائه الدافق ودعمه المستمر للعمل الإنساني وبالدور الإيجابي الذي تقوم به الكويت والذي يأتي في مقدمتها مساندة لجميع جهود تحسين الأوضاع الإنسانية في الوطن العربي وفي المناطق التي تتعرض شعوبها لأزمات إنسانية.
وتابعت: «تستمر المسيرة بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والذي أكد خلال تسلمه أمانة المسؤولية على استمرار النهج الإنساني، وأن المبادرات والمشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها الكويت في مختلف دول العالم، وخصوصا في الدول النامية والفقيرة ما هي إلا امتداد لهذا الإرث ودليل على التزامها بدعم الإنسان وتأمين حقوقه الأساسية».
وأضافت: «إذا كانت الأعياد الوطنية مناسبة نستذكر فيها مواقف وأحداثا خالدة في ضمير كل إنسان، فإنها مناسبة أيضا للتعبير عن البهجة والفرح، وإنها أيضا فرصة لأن نستلهم ما تحمله تلك المناسبات من قيم وعبر، ونستحضر مبادئها لتكون نبراسا للإنسانية في حاضرها وفي العمل للمستقبل».
وأردفت بالقول: «كما أننا نستلهم من العيد الوطني للكويت قيم السلام والحرية، باعتبارهما دعامات للنهضة والأسباب الرئيسة للتقدم، حيث اتجهت الكويت نحو بناء دولة المؤسسات وإطلاق طاقات المجتمع وتخطيط توظيف الموارد وتأسيس تنمية نالت كل المجالات وأطراف الدولة الكويتية».
وقالت إنه «مع الاحتفالات التي كانت تشهدها الكويت كل عام بهذه المناسبة قد تم تأجيلها مع تفشي جائحة «كورونا» «كوفيد - 19» في العالم، إلا أن هذا لا يمنع أن يستذكر شعب الكويت والشعوب العربية هذه الذكرى، وأود أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى الأخت الفاضلة كوثر الجوعان رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام على تنظيم هذه الاحتفالية ليشارك العرب مع إخوتهم الكويتيين بهذه المناسبة الوطنية العظيمة.
إلى ذلك استعرضت أبو غزالة، جهود الدول العربية والأمانة العامة المستمرة في إطار دعم دور المرأة بصورة عامة وخلال السلم والأمن بصورة خاصة، لافتة إلى أن جامعة الدول العربية قامت بمجهودات كثيرة لتعزيز دور المرأة وحمايتها منذ إنشاء لجنة المرأة العربية عام 1971، وإعداد الإستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية المعنونة «حماية المرأة العربي الأمن والسلام».
صور التضحية
من ناحيتها، قالت وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة في المملكة المغربية جميلة المصلي: إن هذه الاحتفالية هي مبادرة محمودة لربط الماضي بالحاضر، من خلال الحفاظ على جزء من الذاكرة ونقلها إلى الأجيال الحاضرة، بكل قيمها وما قدمه الآباء والأجداد من اجل الحفاظ على الوطن الغالي وما استرخصه الشهداء فداء له، مشيرة إلى أن الشعب الكويتي قيادة وشعبا قد سطر خلال محنة الغزو أروع صور التلاحم والتضحية والوفاء من أجل الدفاع عن الحق الكويتي.
وذكرت أن القيادة الكويتية آنذاك، استطاعت في ظل سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمة الله عليه، جمع العالم على قضية الكويت العادلة، وتهيأ لها ذلك بفضل الدعم الكبير الذي لاقته من الدول الشقيقة والصديقة، مضيفة أنه لابد أن أستحضر في هذا المقام، موقف المملكة المغربية، بقيادة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في إدانة ما تعرضت له الكويت منذ الوهلة الأولى، والوقوف مع الحق الكويتي دون مواربة، وفي جميع المحافل الدولية والإقليمية، وكجزء من التحالف الدولي المشكل لتحرير الكويت.
ومضت قائلة: «كما أن المملكة المغربية التي كانت عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي سنتي 92 و93، ساهمت من موقعها في دعم موقف دولة الكويت الشقيقة، وفي فرض ضرورة استرجاع حقوقها المشروعة، مؤكدة أن اليوم يسجل بارتياح عميق المستوى المرموق الذي بلغته العلاقات الراسخة المتينة القائمة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، تحت القيادة الرشيدة لقائدينا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله، وبفضل رعايتهما السامية وتوجيهاتهما المستنيرة».
ونوهت بالحس التضامني الرفيع للبلد الشقيق وموقفه الداعم لوحدة المغرب الترابية ولقضية الصحراء المغربية في كل محطاتها، مشيدة بالدور الكبير الذي اضطلعت به الكويت الشقيقة داخل مجلس الأمن، في السنتين الماضيتين وبالمجهود الاستثنائي التي بذلته، بما عهد في قيادتها من رزانة وبعد نظر، من أجل الدفاع، بديبلوماسية راقية ودون مواربة، عن كل القضايا العربية العادلة.
أكد الحاجة الماسّة لتكوين موقف موحد يخرج الأمة من حال التراجع ويعيد للعرب احترامهم لأنفسهم واحترام العالم لهم
السنيورة: نحن العرب أمام مفترق «نكون أو لا نكون»
في كلمته، قال رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة: «أخذني التفكير في الحديث عن مناسبة مرور 30 سنة على تحرير الكويت من الغزو الصدامي إلى رحلة مع الذكريات، وإلى ما كنا نفكر ونحلم به في النصف الثاني من القرن العشرين من تحرير ونهوض وطني وقومي وديموقراطي وحكم رشيد وحوكمة، وإلى ما أصبحنا عليه في حاضرنا، وكيف وياللأسف ننظر وتنظر إليه مجتمعاتنا العربية من خوف على المستقبل، وبما أصبح يحول دون مشاركتنا للعالم وباقتدار في نموه وتطوره وحضوره الثقافي والاقتصادي.
وقال: «صحيح أن الكويت تحررت من نير ذلك الاجتياح، ولكن الجرح الكبير الذي تولد ترك ندوبا عربية كثيرة ومعاناة شديدة بعد ذلك للشعب العراقي وللعرب أجمعين نتجت عن غزو واحتلال العراق بدعوى تدمير أسلحة الدمار الشامل، والتي كان من نتيجتها تفكيك الدولة العراقية وتسريح الجيش العراقي، وبالتالي إزالة دور للعراق كان له عبر التاريخ، دولة حاجزة ما بين الداخل الآسيوي ومنطقة البحر المتوسط، وذلك ما كان من نتيجته إيقاظ واستعادة الأحلام الإيرانية في السيطرة الفارسية على عدد من الدول العربية».
وبين أنه كان من نتيجة ذلك، أنه قد أصبح على العرب أن يعيشوا نكبتهم الرابعة في الاحتلال الجديد، وأن يعانوا من الضغوط المستمرة عليهم والآيلة إلى إشعال الفتن الطائفية والمذهبية في المجتمعات العربية والإسلامية، وهي الحال التي تعيشها وتعاني منها دول عربية في مقدمتها سورية والعراق ولبنان واليمن.
وتساءل السنيورة: لماذا وصلنا إلى ما وصلنا اليه ها هنا؟ من النكبة والعزلة والقنوط؟، مجيبا لأننا أضعنا البوصلة الأساس التي تهدينا إلى الطريق القويم والمنهج الصحيح في الدين والدنيا؟
وأكد أنه، ومع التحدي الذي تواجهه أمتنا وتواجهه بالتحديد بعض بلداننا العربية من نزاعات واصطفافات طائفية ومذهبية، لم يعد أمامنا في بلدان وطننا العربي إلا العودة للطريق الصحيح الذي سارت عليه كثير من شعوب الأرض، ونجحت في تحقيق التطور والتقدم على مسارات إعادة بناء دولها وحفظ سيادتها وفرض سلطة القانون والنظام على الجميع، وهي قد قامت بذلك عبر إعادة الاعتبار لنظام المشاركة الحرة والاختيار الحر، اي الاحتكام الى الأنظمة الديموقراطية القائمة على احترام المواطنة واحترام الآخر والقبول بالاختلاف والتنوع من ضمن الوحدة، والاحتكام إلى العقل والتعاون المتساوي وليس إلى الغرائز، والتعاون الاقليمي والعربي على أساس التكامل وتعزيز نظام المصلحة العربية المشتركة بديلا عن التنافر والتصارع، وبالتالي العودة إلى مبادئ احترام حق الإنسان العربي في حياة حرة وكريمة.
وتابع: في خضم هذه المصائب التي تنهال على رؤوس دولنا وشعوبنا العربية، أرى أن هناك حاجة ماسة لتكوين موقف عربي يخرج الأمة من حال التراجع والتقاعس والتواكل ويوقف حالة الانحدار العربية، ويعيد للعرب احترامهم لأنفسهم، ويعيد إليهم احترام العالم لهم ولقضاياهم، ويستعيد بموجبه المواطنون العرب بعض الأمل في المستقبل.
وقال: أتوجه بالتحية من بيروت إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، الذي تابع منهج سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه، في أسلوبه ومنهجه الناجح، والذي أثمر أخيرا وساطة ناجحة على يديه في جمع الأشقاء بعد طول افتراق.
الإستراتيجية العربية والوعي بالثقافة القانونية
قال رئيس محكمة الاستئناف ورئيس المركز العربي للوعي بالقانون من جمهورية مصر العربية د.خالد القاضي: ان احتفالية «ذكرى الوعي» تتوافق تماما مع أهداف وغايات أنشطة المركز العربي للوعي بالقانون، وهو ذاك الوعي بالقانون، والذي تتواصل فعالياته منذ ثلاثة عشر عاما وحتى اليوم لنشره في مرتكزاته وتطبيقاته المتنوعة.
وأكد أن الاستراتيجية العربية تنطلق من حقيقة أن الوعي بالثقافة القانونية، وهو صورة متمازجة وشاملة لكل أنواع الوعي، في مقدمتها الوعي الاجتماعي، وهذا يعني استيعاب المواطن لكل ما يدور حوله من علاقات ومفاهيم وأهداف من خلال تصورات قانونية سليمة، بأن يتبنى هو بذاته القانون، وأن يعتبره قيمة من القيم التي يحترمها، وأن يتعامل مع واجباته بوصفها شيئا وجد لمصلحته، حاضرا له، ومستقبلا لأبنائه.
روابط لا يمكن حصرها بين السعودية والكويت
ذكرت الرئيسة الأعلى لمؤسسة المرأة العربية في المملكة العربية السعودية الأميرة دعاء بنت محمد عزت أن روابط الأخوة والجوار بين المملكة العربية السعودية والكويت تمتد منذ اكثر من قرنين ونصف من الزمن، ولا ننسى جملة الملك فهد رحمه الله يا تبقى الكويت والسعودية يا ننتهي مع بعض.
ولفتت الى ان بين الشعبين السعودي والكويتي محبة وجوار وروابط كثيرة لا يمكن حصرها بكلمات على الصعيد الرسمي والشعبي، حيث سطر السعوديون اروع معاني الوفاء والدعم للكويت وشعبها، حيث مطبوع حب الكويت بقلب كل سعودي.
التماسك والصلابة ودعم سلطنة عمان
أكد سفير سلطنة عمان في الكويت د.صالح الخروصي، أن ذكرى تحرير الكويت هي عزيزة، وما حدث خلال الغزو هي فترة اختبار لمدى تماسك وصلابة دول مجلس التعاون الخليجي، وبفضل الله تم تحرير الكويت بالتضامن والكلمة الواحدة التي وقفت بها دول المجلس.
وأشار الى ان سلطنة عمان اتخذت مسارين الأول الديبلوماسي حيث وقفت السلطنة مع الحق الكويتي في سيادتها وحريتها واستقلالها، والثاني مشاركة إخوانها في عملية تحرير الكويت ببذل الجهد العسكري.
وأضاف أن السلطنة ترتبط مع الكويت بعلاقات عريقة وتتطور وتنمو يوما بعد يوم.
مكانة الكويت ومحبة أهلها لدى الإماراتيين
أكد رئيس دائرة الطيران المدني لرأس الخيمة في الإمارات العربية المتحدة الشيخ م.سالم القاسمي، أننا تعلمنا من مؤسس الإمارات الشيخ زايد، رحمه الله، مكانة الكويت وفضل ومحبة أهلها، مشيرا إلى أن السلام والتعايش أساس الاستقرار والتنمية للفرد والدول.
وأضاف انه يجب أن نحرص على السلام والتعايش ونتصدى للعنف والكراهية بكل أشكالها، حيث ان الإمارات نموذج للتعايش السلمي بين اكثر من 200 جنسية والعشرات من الأعراق والمذاهب المختلفة.
ولفت إلى أننا علينا أن نكون إيجابيين ونتصرف بشجاعة وثبات وألا نتوقف عن الأمل والعمل والنجاح ومساعدة الآخرين، حيث شاهدنا قبل 30 عاما كارثة الاحتلال الغاشم وماذا ترتب عليها، وكذلك شاهدنا شجاعة وبطولة قيادة وأهل الكويت وتمسكهم بقيادتهم في أصعب الظروف.