إن أزمة كورونا دمرت اقتصاديات كبرى وتسببت في تسريح ملايين الموظفين في العالم، وهناك عروش شركات كبرى في العالم اهتزت، بل وترنحت في مهب الرياح العاتية، لم نتوقع في يوم من الأيام أن نمر بأزمة بهذا الشكل المفزع ولا حتى في كوابيس الأحلام.
أحيانا أسأل نفسي متى سينتهي هذا الكابوس، وكم من السنوات يحتاج اليها العالم للتخلص من تداعيات كورونا، الخسائر البشرية كبيرة ولا يمكن تعويضها.
أما الخسائر المادية فهي كارثية، هناك شركات أفلست وكيانات اقتصادية توقفت، ووسط زحام الخسائر في جميع دول العالم، يبرق الأمل.. اللقاح، لقاح للفيروس الفتاك.. وتعددت وجهات نظر المختصين وغير المختصين حول فعالية اللقاح وآثاره الجانبية وكل يدلو بدلوه سواء كان متخصصا أو هاوي شهرة لتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بآراء قد يكون بعضها صائبا وأغلبها مجرد أقاويل لا تستند الى أي مرجع علمي، وكل ذلك ينضم لموسوعة المهاذل التي يتفنن كثيرون بملء صفحاتها والنتيجة إفزاع الناس وبث الخوف داخلهم.
إن العالم على مدار تاريخه تخطى العديد من الكوارث والأزمات والفيروسات والأوبئة بفضل الله وبفضل علمائه وقادته المخلصين، وأنا على يقين أن انقشاع أزمة جائحة كورونا سيكون قريبا، وسنتذكر هذه الأيام ونضع دائما أمامنا التجارب الناجحة في مواجهة هذه الأزمة.
إن جائحة كورونا أعطتنا الكثير من الدروس المستفادة، أهمها الاتجاه بشكل كامل للاستثمار المستدام والتصنيع والإنتاج، أعترف بأننا من أكثر شعوب العالم اعتمادا على الاستهلاك وليس الإنتاج، لكنني على يقين أن كويت المستقبل ستعتمد على الإنتاج والتصنيع، وستكون مركزا تجاريا عالميا وستكتمل الرؤية التنموية ويكتمل طريق الحرير، وتكتمل جميع المشاريع الكبرى.
إن الاتجاه للعمل «أونلاين» أصبح واقعا، فرضته التجارب، كما أن العالم مقبل على طفرة تطويرية ستكون غير مسبوقة، فالأزمات والتحديات تنتج إبداعات وابتكارات وأتوقع عالما جديدا أكثر تنظيما وقوة من السابق، وسيبقى الأمل موجودا لأنه مرتبط بوجود الإنسان.
٭ تحية إجلال وتقدير للجهود الحكومية الكبيرة والجبارة، ولنا أن نقف جميعا ونعترف بما تبذله القيادة السياسية العليا من جهود في مواجهة كورونا.
٭ كلمة راس: الرسالة الإعلامية مسؤولية، وعلى الجميع الالتزام بالمصداقية وعدم بث الشائعات.