قد يعتقد البعض أن ما يراه في الكويت على أرض الواقع من أزمات متتالية بين السلطتين والفساد المالي والإداري والتذمر الشعبي على أحوال البلد ما هو إلا سوء في إدارة السلطة، ولكن باعتقادي أن الأمر مختلف تماما وليس له علاقة بالسلطة، بل إنه يقع تحت مظلة دولية تسمى حروب الجيل الرابع، ومن أدواتها خلق حالة انعدام الثقة بين الشعب والسلطة، وهذه الحالة هي أحد الأذرع الخفية لأخطار الربيع العربي ومن بعدها التحول إلى مرحلة صدام مسلح بين أبناء الوطن المستهدف والنتيجة النهائية تحول الدولة إلى دولة فاشلة ويتحول شعبها إلى لاجئين ومشردين.
وما حدث من ربيع عربي في بعض البلدان العربية في العقد المنصرم هو دليل حي وواضح على طرح مبدأ فقد الثقة بين الشعب والسلطة، مما أدى فيما بعد إلى صدام مسلح بين أبناء الشعب، فغاب القانون وعمت الفوضى ولاتزال هذه الفوضى مستمرة حتى الآن، ولا شك أن بعض الدول العربية كانت أرضها خصبة لهذا الأمر قبل وقوعه وخصوصا في الدول العربية البوليسية.
وهذه الاستراتيجية السياسية العسكرية الاقتصادية العالمية تعتمد في صراعها العالمي على الجيل الرابع من الحروب ذي التكلفة الصفرية بهدف زيادة النفوذ السياسي والسيطرة على الموارد الطبيعية لكوكب الأرض وخاصة النفط.
وقد يتفهم البعض هذا البعد العالمي المرتبط بالأحداث في الكويت، أما العامة فإنهم يبنون قناعاتهم على ما يرونه أمام أعينهم بأرض الواقع فقط أو من خلال نظرية «يقولون» وهذا خطأ فادح.
أما الطريق الآمن ذو التكلفة الصفرية بالنسبة للكويت فهو نزع فتيل أي خلاف مطروح على الساحة حتى وإن كان صعب المعالجة وعلى جميع المستويات «الحكومة - المجلس - الشعب»، إذ لابد من أن تكون الخلافات بداخل الكويت تساوي صفرا، خاصة بين هذه المستويات الثلاثة وبأسرع وقت ممكن، وأبسط طريق للوصول لهذه المرحلة الصفرية الكويتية هو تطبيق سياسة الوفاق وسياسة الخيارات المرنة بين جميع الأطراف والمستويات، ولا شك أن الظروف مهيأة للوصول إلى تصفية الخلافات بسبب العلاقة القديمة الطيبة بين الشعب والسلطة، وأنا شخصيا متفائل جدا بالوصول إلى حالة صفر للمشاكل بداخل الكويت.