استباقا للانتخابات التي تشهدها الأراضي المحتلة اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض إغلاق على الأراضي الفلسطينية اعتبارا من منتصف ليل أمس وحتى انتهاء الانتخابات.
وافادت وسائل اعلام اسرائيلية ان المعابر كافة بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية ستغلق يوم الانتخابات. أوضح انه من المتوقع رفع الاغلاق عند منتصف هذه الليلة.
هذا وتشهد إسرائيل اليوم رابع انتخابات برلمانية لها خلال عامين وسط ازمة سياسية تعصف بحكومتها التي يود بنيامين نتنياهو أن يعود لرئاستها، مشفوعا بموقع الصدارة الذي احتلته إسرائيل في حملة التطعيم بلقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، على مستوى العالم، وآملا في تحقيق أغلبية مستقرة والخروج من حالة الشلل السياسي غير المسبوقة.
ويتباهى نتنياهو بالانتصار على وباء كوفيد-19 بجعل إسرائيل «دولة التطعيم». غير أن هذا الإنجاز قد لا يكفي عندما يضع الناخبون كماماتهم الإلزامية ويتوجهون إلى صناديق الاقتراع اليوم.
واستغل نجاح حملة التطعيم نسبيا وحوله إلى شعار لحملته. وقال لراديو الجيش الإسرائيلي «مازلت أفتقد مقعدا (برلمانيا) أو اثنين لتشكيل حكومة مستقرة».
غير أن نتنياهو وللمرة الأولى يتنافس عدد من معارضيه يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي لوضع نهاية لفترة حكمه القياسية.
وفي المرات الثلاث السابقة كان منافسو نتنياهو ينتمون لليسار. أما هذه المرة فهو يواجه تحديا جديدا من منافسين من اليمين أيضا واهمهم: يائير لابيد (57 عاما) وزير المالية السابق وصاحب برنامج حواري تلفزيوني يرأس حزب «هناك مستقبل» الذي ينتمي ليسار الوسط. وحزبه حاليا من أحزاب المعارضة ومن المتوقع أن يأتي في المرتبة الثانية بعد ليكود.
وجدعون ساعر (54 عاما) وزير سابق استقال من الليكود لتشكيل حزب «الأمل الجديد» وتعهد بإنهاء حكم نتنياهو.
ونفتالي بينيت (48 عاما) أحد مساعدي نتنياهو السابقين ووزير سابق في الحكومة. وهو مليونير كون ثروته من مجال التكنولوجيا ويرأس حزب يمينا المتطرف وينافس ساعر على زعامة اليمين بعد نتنياهو.
وبيني غانتس (61 عاما) جنرال سابق في الجيش تفكك حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه بعد أن انضم إلى نتنياهو في ائتلاف حكومي.
والقضايا هي نفسها التي كانت مثارة في الانتخابات السابقة بالإضافة إلى فيروس كورونا. اذ يخوض نتنياهو (71 عاما) الانتخابات في ظل اتهامات بالفساد.
وفوق كل ذلك لحق ضرر كبير بالاقتصاد الإسرائيلي بسبب الجائحة وتصاعد الغضب الشعبي من أسلوب معالجة نتنياهو للأزمة إلى أن بدأت حملة التطعيم في ديسمبر الماضي.
غير أن شعار نتنياهو الجديد أصبح «دولة التطعيم» وهو يقول إنه الوحيد الذي كان بإمكانه أن يحقق برنامج التطعيم السريع.
مع ذلك ما من مرشح يستطيع تحقيق فوز خالص في الانتخابات. فمن المتوقع أن تخرج كتلة الليكود اليمينية المتطرفة التي يتزعمها نتنياهو من الانتخابات بعدد من المقاعد يجعلها أكبر تكتل في البرلمان لكنها لن تحقق الأغلبية في الكنيست، الذي يبلغ عدد مقاعده 120 مقعدا، ومن ثم لن تتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية بسهولة.
وهذا هو الحال نفسه الذي انتهت إليه الانتخابات في المرات الثلاث السابقة.
ورغم أن استطلاعات الرأي تبين أن أغلبية صغيرة من الإسرائيليين تريد إبعاد نتنياهو عن السلطة فإن تفتت المعارضة لا يتيح لها سبيلا واضحا للوصول إلى الحكم إذ لا يوجد مرشح واحد متفق عليه لقيادة المعسكر المناهض لنتنياهو.