دعي 6.5 ملايين إسرائيلي أمس للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الرابعة خلال أقل من عامين وسط أزمة سياسية تعصف بالحكومة، تتزامن مع تدهور اقتصادي وصحي بسبب جائحة ڤيروس «كورونا» المستجد.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى سباق شديد التقارب على نحو صعب معه التكهن بالفائز. وفرضت مراكز الاقتراع إجراءات احترازية للحد من انتشار ڤيروس كورونا وأتيح التصويت في المطار للإسرائيليين العائدين والمعزولين في الحجر الصحي.
ويعتبر رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أكثر رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في المنصب واستطاع الإمساك بزمام السلطة بعد عامين من الانتخابات غير الحاسمة على الرغم من أنه يحاكم حاليا في اتهامات بالرشوة وإساءة استخدام السلطة. وينفي نتنياهو هذه الاتهامات.
ولجأ نتنياهو لمواقع التواصل الاجتماعي صباح يوم الانتخابات لحث أنصاره على اصطحاب أصدقائهم وأقاربهم إلى مراكز الاقتراع لضمان أن تتولى السلطة «حكومة يمينية قوية».
وعبر نتنياهو عقب الإدلاء بصوته أمس عن أمله في أن تكون جولة الاقتراع هذه «الأخيرة». وقال لدى وصوله برفقة زوجته سارة إلى إحدى مراكز الاقتراع في حي رحافيا في القدس المحتلة «آمل أن تكون هذه الانتخابات الأخيرة» وتضع حدا للمأزق السياسي.
وأضاف: «أعلم أن بعضكم ذاهب إلى الشاطئ، إلى المطاعم والمقاهي، اذهبوا واستمتعوا لكن أولا وقبل كل شيء، اذهبوا وصوتوا».
وعلى الرغم من فشله في تشكيل حكومة غالبية مستقرة 3 مرات سابقة، ومواجهته 3 تهم تتعلق بالفساد، شكلت الانتخابات فرصة ربما تكون الأخيرة لبقاء نتنياهو في المنصب، علما انه أطول رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في الحكم منذ العام 2009.
وانقسم الناخبون الإسرائيليين بشدة، حيث يطلق عليه مؤيدوه (الملك) في حين يلقبه معارضوه (بمجرم الوزراء) بدلا من (رئيس الوزراء).
وفي الحملة الانتخابية، سلط نتنياهو الضوء على دوره في تأمين الحصول على ملايين الجرعات من لقاح فايزر وتحويل إسرائيل إلى «دولة تطعيم» وهو الشعار الذي اتخذه لجملته الانتخابية.
فقد تم تطعيم نحو نصف الإسرائيليين بجرعتي اللقاح لتحقق البلاد بذلك أسرع وتيرة تطعيم على مستوى العالم باستثناء منطقة جبل طارق البريطانية الصغيرة.
في المقابل، أطلقت أيضا نداءات بأن تبذل إسرائيل المزيد لضمان حصول الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة على اللقاحات. وتقول بعض الدول إن إسرائيل مسؤولة عن التطعيمات في الأراضي التي تحتلها لكن إسرائيل تقول إن الفلسطينيين يديرون منظومتهم الصحية.
وأتاحت حملة التطعيم السريعة بإسرائيل إعادة فتح معظم جوانب الاقتصاد قبل الانتخابات. ونشر نتنياهو مقطعا مصورا لزيارته لمستشفى بالقدس أمس الأول، وكتب يقول: «نحن أول من يعود للحياة في العالم وتعود له البسمة من جديد».
لكن لا يقتنع كل الإسرائيليين بذلك فقد اتهمه الكثيرون بسوء التقدير في بدايات الجائحة مما فاقم الضرر الاقتصادي لإجراءات العزل العام.
وفي ميدان رابين في تل أبيب، قال يوناتان مائير (34 عاما) إنه سيحكم على فترة نتنياهو ككل وليس على حملة التطعيم فقط.
وأضاف: «حقيقة لم تؤثر على قراري لأنني لن أختاره.. لكنني أعتقد أن غالبية الناس تأثرت بشدة وأعجبتها كثيرا إدارته للأزمة كلها».
وفي مدينة تل أبيب الساحلية، صرح زعيم المعارضة ورئيس الحزب الوسطي العلماني «هناك مستقبل» يائير لابيد أن الانتخابات الإسرائيلية قد تفرز «حكومة ظلام».
وقال لابيد للصحافيين لدى وصوله إلى أحد مراكز الاقتراع «هذه لحظة الحقيقة بالنسبة لإسرائيل. نحن أمام خيارين إما (هناك مستقبل) قوي أو حكومة ظلام، عنصرية»، داعيا المواطنين للتصويت لحزبه وعدم التصويت لليكود اليميني المتطرف بزعامة نتنياهو.
بدوره، شدد زعيم حزب «أمل جديد» جدعون ساعر اليميني المحافظ على أن الانتخابات كانت «فرصة للخروج من طريق مسدود استمر عامين وأربع انتخابات كانت الدولة خلالها معطلة، ولإحداث تغيير».