بالأمس استذكرت حادثة حبست أنفاس كل الكويت قبل 36 عاما، وتحديدا صباح يوم السبت 25 مايو 1985م الموافق 6 رمضان 1405هـ، والتي هزت الكويت من أقصاها إلى أدناها، وقد لطف بنا الرحمن وحفظنا من كارثة اهتزت لها كل المشاعر والقلوب، ولكن كانت هناك كلمات أطفأت نار الغضب وحقنت تلك الصدمة حين وجه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - كلمة اطمئنان لأبناء شعبه قال فيها: «عمر جابر الأحمد مهما طال الزمن هو عمر إنسان يطول أو يقصر، ولكن الأبقى هو عمر الكويت، والأهم بقاء الكويت والأعظم هو سلامة الكويت».
نعم، هذه العبارات جزء من تلك الكلمة السامية التي قالها أمير القلوب «طيب الله ثراه» ليؤكد لنا اليوم أن العمر مهما طال أو قصر بالإنسان غير مهم، ولكن الأهم هو الكويت التي تحتضن الجميع! فالكويت هي الملاذ والدار والأهل والقبيلة والعشيرة التي تجمعنا جميعا على ثراها الطاهر، وعندما تنجو الكويت من المخاطر والأحداث بتكاتف كل أبنائها وتلاحمهم خلف القيادة تبقى الأمنيات والروح الكويتية هي الأهم والأساس، لأننا كلنا بكل طوائفنا وتوجهاتنا وقبائلنا في النهاية تجمعنا «قبيلتنا» الأم الكويت!
نعم، لقد انتصرت الكويت بالعقلانية وحققت الإرادة الوطنية والشعبية بالأمس وبمبادئ الديموقراطية وباحترام القانون والدستور رغم احتباس الأنفاس والظنون والقلوب، ولكن العقلانية وحكمة عقلاء الكويت من رجالها الأشراف الغيورين سواء من نواب المعارضة «الوطنية» أو حتى من نواب «المواقف» الملتزمة، كلهم من أجل الكويت انتصروا للدستور والقانون، وسطر رجال الكويت موقفا نبيلا باحترام المبادئ الدستورية لتستمر مسيرة الديموقراطية شامخة!
نعم، لقد حرصت الكويت على أن تلبي إرادة الأمة في تحقيق المكاسب الوطنية التي سعت لها «كتلة المعارضة» لذلك جنحت الكويت من جديد للحق وتطبيق إرادة الشعب والأمة من هنا يبقى الأمل والأبقى والأهم هو المصلحة العامة في تحقيق أهدافنا الوطنية بالحفاظ على الكويت أرضا وعرضا ومراقبة الأداء ومحاسبة كل من تسول له نفسه التطاول على الحقوق العامة إداريا وماليا واجتماعيا لاستئصال الفساد والمفسدين ومن يدعمهم واسترداد حقوق الكويت وأهلها والالتزام بالنهج الوطني الذي يجمع الجميع في «خيمة» الكويت!
نعم، إنها فرصة مواتية اليوم لتكاتف السلطات في التعاون من أجل بتر أخطاء الماضي «الأسود» الذي كاد يعصف بالديموقراطية والمسيرة الوطنية لأبناء أسرة الكويت، وقبيلة الكويت والذين لا تفرقهم الملمات والكروب بإذن الله للأبد!
نعم، انتصرت العقلانية «لقبيلتي» الكويت وطويت بإذن الله كل الخلافات العابرة وتجلت الروح الكويتية الأصيلة التي ورثها شعب الكويت من عادات وتقاليد الآباء والأجداد الذين أرسوا دعائم «كويت الديموقراطية»!
وتبقى عبارة الراحل جابر الأحمد «طيب الله ثراه» الضوء الذي ينير لنا آخر النفق دائما، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه! (والله ولي الذين آمنوا).. والحمد لله على صفاء الأفق!