«ألا بذكر الله تطمئن القلوب». يشعر الإنسان بالأمن والسرور بذكر الله، وباستغفاره تنقشع سحب الخوف والفزع والحزن، وبذكر الله سبحانه تزال جبال الكرب والغم والحزن والأسى، وأيضا بالرجوع إليه وحسن الظن فيه.
اخضع لنظرية لن أعيش إلا هذا اليوم، فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، اليوم هو يومك بشمسه ونهاره وظلاله، عش لهذا اليوم اجتهد وأعمل الأعمال الصالحة ولا تفكر في ماض انتهى، أو مستقبل في علم الغيب، عش واقعك ولا تسرح مع الخيال وحلق في عالم المثاليات ولا تهتم بتوافه الأمور، الفراغ قاتل، اعمل وزاول واستفد من وقتك، فالفراغ يدخل عليكم الهم والغم والهاجس والوساوس ويصبح ميدانا لألاعيب الشيطان.
ومن أعظم النعم سرور القلب واستقراره وهدوئه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج، ومن أعداء السرور ضيق الأفق وضحالة النظرة. الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهم للأحزان وضرورة الانشراح وقمة الراحة ولكنه ضحك بلا إسراف فانه يميت القلب ورسم الابتسامة على الوجه قد يسبب لك السعادة.
ألن جانبك لقومك يحبوك وتواضع لهم يرفعوك وابسط لهم وجهك يطيعوك وأكرم صغار القوم كما تكرم كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم وأعن من استعان بك، واحرص على تقوى الله وشكره وحسن النية في السر والعلانية، فإن التقوى خير زاد، والزمان ألوان ومن يصحب الزمان ير الهوان، وإذا أحببت فلا تفرط وإذا أبغضت فلا تشطط وتتجاوز الحد، والشكر والامتنان هو توثيق المحبة وحفظ الجميل والمحبة سر نظام الكون.
ومن تأمل العواقب سلم وأعظم المعاقبة ألا يحسن المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو العقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب وأعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك وتغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلا عن قرب الألم.
وسلامة الأوطان ورفعة شأنها بطاعة الرعية لولاة الأمر فهي واجبة، وفيها عز لهم ولأوطانهم، وحق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى على الكل، فاجعلها جمعا لألفتهم وعزا لدينهم. قد نشعر بالسعادة عندما نحرر أنفسنا من العواطف السلبية ولا نسمح لأي إنسان أو أي شيء أن يملي علينا ويختار لنا أحاسيسنا، فالإنسان نفسه هو المسؤول عن سعادته أو فشله في الحياة فأنت قبطان سفينتك والحارس على عواطفك. وصاحب الصديق الذي إن صحبته زانك وإن أصابتك خصاصة أعانك، وإن قلت سدد قولك وإن بدت منك ثلمة سدها، وإن سألته أعطاك، وإن نزلت بك ملمات واساك.
لنحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ونتوكل عليه والإيمان بالقضاء والقدر وترك القلق على المستقبل ولنتذكر نعم الله علينا.
وسعادة الإنسان بيده يحصن نفسه بتقوى الله وبإرادته القوية وتنمية قدراته ومهاراته وثقته بنفسه من أجل الوصول إلى قمة المجد والنجاح.
بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
[email protected]