يكاد لا يصدق العقل ما يتم تداوله الآن من أخبار في وسائل التواصل الاجتماعي حول مستوى التعليم في الكويت، فعند كل قارعة تجد يأسا، وأمام كل خطوة في تنمية البلاد تجد ألف ألف عثرة، كيف للبلد هذا أن يتطور إذا ما «لا سمح الله» نتف جناحا التعليم والتنمية اللذان بهما تحلق نحو التطور والعلو واللحاق بركب الحضارة.
انه من المؤسف ان تعود بنظرك إلى الماضي فتجد التعليم آنذاك افضل من الوقت الحالي، فأنا شخصيا من الجيل الذي تعلم بالعصا والطبشورة وقلم «أحمد» الذي حفظناه، فكان تعليم الكويت آنذاك افضل من اليوم وصفعة المعلم في أبداننا التي منها تعلمنا مسؤولية كل فعل نقترفه حتى هذه اللحظة، على عكس جيل اليوم الذي كثير منه يتفنن في التحايل وادعاء الالتزام خلف شاشات الحواسب الآلية.
فمن المستفيد من وراء إخماد مستوى التعليم في الكويت والإتيان بمخرجات تحترف الاتكالية وعدم الاجتهاد أو الاعتماد على النفس؟
والأدهى والأمر انك حينما تنظر إلى الوضع بصورة أكبر أخشى «لا سمح الله» أن تجد أن نتف الجناح الكويتي ليس فقط على الصعيد التعليمي وإنما على الصعيد الصحي والتنموي لأن أجنحة التطور في كل دولة هي التنمية والتعليم والصحة، فإن نتفت هذه الأجنحة فسنتأخر في تطورنا إلى أجل غير مسمى.
ترمق بنظرة أخرى إلى ماضي الكويت، فتجد تكافؤ الفرص الوظيفية مع المخرجات التعليمية، تلوح بعينيك إلى الحاضر فتجد التعليم في زاوية والتوظيف في زاوية أخرى، ولعل خير مثال يضرب على ذلك هو بعض التخصصات العلمية التي لا تجد لنفسها مكانا شاغرا في السوق.
علينا رعاية الطلبة والشباب وإيجاد النشاطات والبرامج المختلفة لهم يقضون فيها أوقات فراغهم ويستغلونها استغلالا منتجا تعود عليهم بالفائدة والمتعة.
وان نأخذ على عاتقنا حماية أخطر رسالة وهي أمانة في رقابنا نحو المجتمع وهي رسالة التربية والتعليم وإعداد مواطن صالح.
ختاما، بعيدا عن كل تلك الشائعات التي تثير الريبة حول مدى كفاءة التعليم في الكويت فإننا أولا نسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه، وأن يأخذ صناع القرار بعين الاعتبار تلك الشائعات المتداولة والحرص على متابعة كفاءة وجودة التعليم الكويت، وأن تحارب من يحاول زعزعة أمن الكويت عبر نشر الشائعات وإثارة الريبة والشكوك والقلق.