تتجه أنظار العالم وعواطفه أجمع نحو الطفل خصوصا في ظل جائحة كورونا، كيف لا وهو عماد المستقبل وأساس نهضة الدول والشعوب؟!
في «كورونا» كانت معاناة الأطفال أكبر بكثير من سابقاتها، فقد اختلت المنظومة التعليمية والاجتماعية التفاعلية لهذا الطفل، والتي كانت المدرسة تغطي الجزء الأكبر منها بتفاعل الطفل مع أقرانه ومعلميه وغير ذلك.
وبسبب «كورونا» وما نتج عنها من آثار كالتعليم عن بعد وإغلاق أماكن الترفيه صار الطفل رهين أجهزة التقنية يتلقى منه لتصبح رافدا أساسا له في حياته وقيمه ومستقبله.
هنا أضع بين أيديكم بعض الأسئلة:
٭ كيف إذن يكون توجيه الطفل وغرس مبادئ المواطنة الفاعلة في وجدانه؟
٭ كيف إذن يتم غرس القيم التي كانت تغرسها المدرسة والمدرس؟
٭ كيف يتم تنمية عقله ووعيه؟
إنها مسؤولية كبيرة لإعلام الدولة الرسمي، فهذا من المفترض أن يكون جزءا من مشروع الوزارة الأساس.
رأينا أن وزارة الإعلام تتخذ خطوات حثيثة لرقع الفجوة التي خلفها مسؤولون سابقون في ثوب الإعلام، والتي نتجت عن تخبط وجهل وعدم مواكبة لعصر الإعلام الحديث، والتي تعتبر فجوة مصيرية إذا ما قارناها بصناع المحتوى العالمي.
رأينا الوزارة ووزيرها يجتهدون لإعادة تلفزيون الكويت كقناة منافسة في الشارع، وهذا مبشر بخير، لكن أين الطفل من برامج الوزارة؟
أين الطفل من محتوى يرقى بوعيه؟
أين الطفل من محتوى يعزز لديه القيم؟
أين الطفل من محتوى يرفع حسه وحبه للكويت؟
فلا يكفي أن تضع محتوى رفع عتب «أي كلام» كما يقولون ثم تقول الطفل في خطتنا وهو مشروعنا!
الطفل يكاد يكون غائبا في برنامج الوزارة، فلا محتوى يليق بطفولته، ولا محتوى يقدم يرتقي بانتمائه وبنائه كلبنة أساسية في المجتمع، والتي يقاتل صناع الإعلام عالميا على استحواذ أكبر شريحة من الأطفال!
والإعلام الذي لا يخصص نصيب الأسد لهذا الطفل، هو إعلام لا ينشد الرقي والاستقرار مستقبلا للوطن.