تسير عمليات التطعيم بوتيرة متسارعة في بعض البلدان، وتتباطأ في بلدان أخرى، فيما أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ناهزت الـ 135 مليونا، والوفيات تجاوزت الـ 2.9 مليون، فقد كشفت بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية ووكالة بلومبرغ للأنباء أمس عن إعطاء 748.7 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم حتى الآن.
ويقدر معدل التطعيم الأحدث في العالم بنحو 17.1 مليون جرعة في اليوم الواحد، على أساس البيانات المعلنة يوميا، وعلى مدار متوسط 7 أيام.
من جهتها، قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها «CDC» إن الأميركيين حصلوا على أكثب من 179 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، في حين تم توزيع أكثر من 233 مليون جرعة.
وقالت الوكالة إن 114 مليونا و436039 شخصا تلقوا جرعة واحدة على الأقل في حين حصل 68 مليونا و202458 شخصا على جرعتين حتى الجمعة.
وأظهر إحصاء آخر، لـ «رويترز» أن الإصابات بفيروس كورونا في منطقة جنوب آسيا تجاوزت 15 مليونا أمس مع تصدر عدد الإصابات اليومية القياسية ونقص اللقاحات في الهند القائمة.
ويمثل جنوب آسيا الذي يضم الهند وبنغلاديش وباكستان وبوتان ونيبال وجزر المالديف وسريلانكا 11% من الإصابات العالمية ونحو 6% من الوفيات. ويقطن المنطقة 23% من سكان العالم البالغ عددهم 7.59 مليارات نسمة.
وتأتي هذه الأرقام فيما تدور علامات استفهام حول عدد من اللقاحات التي تريد دول العالم منها ان تحد من انتشار الجائحة. وبعد تأكيد ارتباط لقاح استرازينيكا بحالات نادرة من تجلطات الدم، قالت أعلى سلطة صحية أميركية إنها لم تجد بعد رابطا «سببيا» بين لقاح جونسون آند جونسون المضاد لكوفيد-19 وجلطات الدم، في حين قالت هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية إنها تدرس الأمر بعد تسجيل 4 حالات محتملة بينها وفاة.
وأفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في بيان «في الوقت الحالي، لم نعثر على علاقة سببية مع التطعيم ونستمر في تحقيقنا وتقييمنا لهذه الحالات».
وأوضحت الوكالة التنظيمية أنها على علم بأن «عددا قليلا من الأفراد» في الولايات المتحدة عانوا من جلطات دم وانخفاض مستويات الصفائح الدموية في الدم بعد تلقي لقاح جونسون آند جونسون.
وبعد تقارير الإصابة أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية بدورها أمس انها تراجع لقاح جونسون.
وفي تحول قد يشكل بارقة أمل للعالم، عادت الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها في جيب جبل طارق البريطاني الصغير في أقصى جنوب إسبانيا، وهو بات «أشبه بواحة» إذ انه إحدى أولى المناطق في العالم التي طعمت جميع سكانها ضد فيروس كورونا.
وبفضل تقدم التطعيم منذ نهاية مارس الفائت، لم يعد وضع الكمامات إلزاميا في جبل طارق إلا في الأماكن العامة المغلقة والمتاجر ووسائل النقل العام.
كذلك تم رفع حظر التجول الذي يسري اعتبارا من منتصف الليل، مما أدى إلى إحياء نشاط الحانات والمطاعم.
وأعلن رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو أن القواعد التي تحد عدد من يمكنهم الجلوس إلى الطاولة نفسها في حانة أو مطعم سترفع غدا، أما الحد الأقصى من الذين يسمح لهم فالاجتماع وهو 16 شخصا، فسيلغى العمل له بنهاية يوم 16 الجاري.
وفي جبل طارق، حيث توفي 94 شخصا وسجلت 4300 إصابة من بين 34 ألف نسمة، لم يتم إدخال أي مريض كوفيد-19 إلى المستشفى لأكثر من أسبوعين بفضل التطعيم.
فحملة التطعيم التي سميت «عملية الحرية» أتاحت تحصين 85% من سكان «الصخرة» منذ بدايتها في يناير، في وقت يتخلف الاتحاد الأوروبي عن الركب.
وأكثر من نصف العمال الذين يصلون يوميا من إسبانيا والذين يبلغ عددهم 15 ألفا تلقوا بالفعل إحدى الجرعتين المطلوبتين.
وقالت وزيرة الصحة سامانثا ساكرامنتو لوكالة فرانس برس في مكتبها في أعلى مستشفى جبل طارق المطل على الميناء «إنه مصدر ارتياح كبير».
وعزت سرعة الحملة إلى صغر حجم جبل طارق وتولي بريطانيا توفير اللقاحات بانتظام («فايزر» و«أسترازينيكا»).
لكن الصورة كانت أكثر قتامة في إيران، حيث أعلنت الحكومة أمس فرض إغلاق عام لمدة 10 أيام في جميع أنحاء البلاد التي تعاني من الموجة الرابعة للجائحة. وهو اتجاه مقلق بعد أكثر من عام من محاربة البلاد لأسوأ تفش في الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية على موقعها الإلكتروني أن الإغلاق العام الجديد، سيتم تطبيقه في 23 إقليما من 31 إقليم في إيران، وتم إعلان العاصمة طهران و250 مدينة وبلدة أخرى في جميع أنحاء البلاد مناطق حمراء، على أن يتم إغلاق الأعمال التجارية والمدارس والمسارح والمنشآت الرياضية، كما سيتم حظر التجمعات البشرية خلال شهر رمضان المبارك. وذكرت وزارة الصحة الإيرانية، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد تجاوز مليوني إصابة، مع ارتفاع متوسط عدد الإصابات اليومي إلى 20 ألف حالة خلال الأسبوع الماضي.