نعيش في بلـــدنا حاليا «حظراً» هو أحد تبعات وباء كورونا وهو حــــالة زمنية مؤقتة ستنتهي في وقتــها والذي بالتأكيد سيكون له موعد «نهاية» ولكن مع «الحظر» قدم شهر رمضان المبارك ومعه يجب التركيز على نصائح طبية مهمة حيث علينا القول:
هناك ارتباط بزيادة خطورة الإصابة بفيروس «كورونا» مع مرضى السكر ومن يعاني من السمنة وزيادة حدة الإصابة وقوتها في تلك الحالات لذلك من المهم تنظيم حالة السكر عند المرضى المصابين بفيروس كورونا وأيضا تعديل الأدوية المنظمة للسكر وخاصة انهم كذلك يكونون معرضين لارتفاعات مستويات السكر بشكل أكبر وأيضا هم يكونون معرضين للالتهابات أكثر من غيرهم.
وبالكلام عن استمرار الصوم أو إيقافه فتلك مسألة لها أبعاد «طبية دينية»، ولله الحمد هناك توافق طبي ديني يربط استمرارية الصوم بكونه متزامنا مع معدل حدوث الخطر على حياة الإنسان لذلك جاءت الفتوى الدينية الرسمية من دار الإفتاء المصرية تثبت تلك المسألة وتدعمها حيث ربطت استمرار الصيام بمعدل الخطورة على حياة الإنسان، لذلك هناك تقسيم لدرجات الخطورة للصيام حسب التاريخ المرضي لكل مريض.
بحالة الصيام لمريض السكر لا توجد بروتوكولات محددة ثابتة تنفع مع كل مريض ولكن هناك قواعد ونصائح عامة ويتم اعتبار كل حالة ضمن بروتوكول محدد خاص حيث يتم إعطاؤه ترتيبات منفصلة للصيام، لذلك ما يناسب مريض قد لا يناسب مريضا آخر، وأيضا هناك درجات للخطورة عالية ومتوسطة وخفيفة الخطورة يقيمها طبيب اختصاصي السكري وحسب درجة الخطورة ومستواها يتم المنع والسماح للصيام وبصفة عامة يتم منع صيام درجة عالية الخطورة لتأثيرها المباشر على الحياة.
لذلك البروتوكول العلاجي الرمضاني يختلف من مريض الى آخر، وكل مريض لديه عوامل مؤثرة مختلفة وتاريخ شخصي مع مرض السكر مختلفة عن المريض الأجر، وهناك نسبة كبيرة تختار الصوم رغم النصيحة الطبية بعدم الصوم! وهذا واقع اجتماعي نعيشه ومن هنا يأتي أهمية الالتزام بالفتوى الفقهية المنظمة للصيام وأيضا يجب زيارة طبيب السكر قبل وأثناء وبعد انتهاء الصيام.
بالنسبة للحظر هناك تأثير على الصحة العامة مرتبط بقلة النشاطات الخارجية والرياضية وكذلك هنا تستطيع الحديث عن مسألة ممارسة الرياضة قبل «فترة الفطور»، حيث يجب التنويه والإشارة إلى أنه لا توجد دراسة إحصائية طبية علمية محكمة تقدم دليلا إحصائيا ثابتا على أن ممارسة «الرياضة مع الصيام» لديها تأثير إيجابي وفي نفس الوقت لا يوجد دليل واضح أنها «مضرة!»، ولكن نحن ننظر إلى المسألة من زاوية أخرى ومن منظور محلي كويتي حيث ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع أعداد مرضى السكري وزيادة مستويات السمنة وأمراض الضغط، وزيادة خطر الجفاف، لذلك النصيحة العامة بهذا الخصوص بالنظر إلى الظروف الكويتية «الخاصة»، فنحن نقول انه من الأفضل أن يتم ممارسة الرياضة الرمضانية «بعد الفطور».
وطبعا هنا إذا أردنا ربط مسألة «الحظر» وقوانينه مع تلك المسألة من الناحية الطبية نستطيع النصيحة بممارسة رياضة المشي أو الركض «بعد» فترة الفطور وليس قبله أثناء فترة السماح القانوني بالتجول على الأقدام، وهذا قرار «جيد» نشكر تعاون وزارة الداخلية ووزيرها الشاب الشيخ ثامر العلي على تنظيم تلك المسألة.