قد يكون أكبر عائق للثقافة اليابانية هو صعوبة لغتها، ما جعل المتحدثين باليابانية من غير اليابانيين قليلين جدا بالنسبة لمكانتها الدولية، وبسبب صعوبة اللغة جعل اليابانيين يصعب عليهم تعلم اللغات الأجنبية الأخرى، وهذا يعتبره اليابانيون مثل السور العظيم الذي يحجز بينهم وبين العالم، لكن رغما عن هذا الحاجز، استطاعت اليابان منذ فترة طويلة أن تكون من ضمن الدول العشر الأقوى عالميا في القوة الناعمة والتأثير على العالم، وكانت بالمرتبة الرابعة على العالم العام الماضي.
مرت اليابان بحرب إعلامية قوية قبل الحرب العالمية الثانية، ونجح دول المحور في شيطنة اليابان بعد خسارتها للحرب، وأصبح اليابانيون يعانون من العنصرية ضدهم أينما ذهبوا خارج اليابان، وكانت الحرب الإعلامية عليهم أصعب بكثير من الحرب التي وجهتها أميركا تجاه العرب بعد أحداث سبتمبر، ولكن رغم أن اليابان دولة واحدة استطاعت أن تصد هذه الحرب، وتجعل الشخصية التصورية عن الشخص الياباني بأنه إنسان لطيف مسالم، ونجحت بتحويله من شيطان إلى ملاك.
كان السلاح الياباني بهذه الحرب هو الرسوم الكرتونية المصورة (الأنميشن)، والقصص المرسومة (المنغا)، فقامت بنشر فكرة أن الشخصية اليابانية لطيفة، وأن الثقافة اليابانية ثقافة مسالمة محبة للغير ومتقبلة له، وكانت بالبداية عن طريق الشركات اليابانية من داخل اليابان هي التي تقوم بنشر هذه الرسوم، وبعدها نقلت الحرب إلى ساحة العدو السابق لها أميركا، وقامت بشراء كبريات الشركات المتخصصة في «الأنميشن» واستغلت قوتها بتعزيز فكرة اللطافة اليابانية حتى نجحت في أن تصبح العام الماضي رابع أقوى دولة بالقوة الناعمة.