أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إجراء إعادة هيكلة حكومية شاملة في دبي، تدعم أولوياتها وتوجهاتها المستقبلية، والخطط التنموية والرؤى في مختلف القطاعات، وتواكب في ذات الوقت مختلف المستجدات والمتغيرات المحيطة في العالم، وقال سموه: «اعتمدنا إعادة هيكلة حكومة دبي بالكامل استعدادا لمرحلة جديدة ستدخلها الإمارة، حكومة دبي ستكون أكثر مرونة وكفاءة، وأقدر على التعامل مع خارطة المتغيرات المستجدة».
وشدد سموه في هذا الصدد على ضرورة مضاعفة الجهود والإنجازات خلال الفترة المقبلة، وتعاون كل الجهات والمسؤولين وفرق العمل لدعم الرؤى والتوجهات المستقبلية لدبي، وتنفيذ المشاريع والمبادرات وفق خطط العمل المعتمدة، حيث قال: «سيتم توقيع عقود عمل ملزمة مع جميع مسؤولي الإمارة ومديري دوائرها وهيئاتها ومؤسساتها مدتها 3 سنوات، تحدد فيه المخرجات، والمكافآت، وآلية المحاسبات، وكلنا ثقة بأن الجميع سيكون على قدر الثقة للمرحلة التنموية القادمة».
سعودة الوظائف.. النمط القديم لم يعد ينفع، يرى بعضهم أن خلق فرص العمل يشكل أكبر تحد محلي يواجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مطلب «الوظائف السعودية للسعوديين» يعود لعقود من الزمن، الأجانب يشكلون ثلث عدد سكان المملكة و75% من موظفي القطاع الخاص، الحكومة هي المشغل الأول للمواطنين، وهذا النموذج يصعب استمراره.
يشكل خلق فرص العمل أكبر تحد محلي يواجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الوقت الذي يعيد فيه تشكيل اقتصاد البلاد الذي يعتمد منذ فترة طويلة على تصدير النفط واستيراد العمالة، فقد وصلت البطالة في السعودية إلى مستوى قياسي بلغ 15% العام الماضي، عندما تسبب تفشي فيروس كورونا بانتكاسة لرؤية 2030 التي يستهدف من خلالها الأمير الشاب تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للأعمال التجارية والسياحة.
وتهدد معدلات البطالة المرتفعة بإفقار الطبقة الوسطى التي كانت محمية سابقا بدرع الإنفاق الحكومي.
ومن دون تغيير جذري، فإن معضلة البطالة ستزداد تعقيدا، لاسيما مع تدفق المزيد من الشباب كل عام على سوق العمل، مما يعزز إمكانية تنامي عدم الاستقرار الاجتماعي بفعل تزايد الإحباط.
في حين ضاعفت جائحة كورونا التحدي، فقد أدت إلى تحفيز المسؤولين، وتسريع التحول في ذهنية الشباب السعودي، الذين أصبحوا على نحو متزايد يتولون وظائف «الياقة الزرقاء»، أي العمالة اليدوية، التي كانوا يتجنبونها في السابق.
فأصبح العمال السعوديون الآن موجودين في كل القطاعات، إذ يقومون بتوصيل الطرود، وتقديم قهوة «إسبرسو»، ونقل معدات حفر آبار النفط.
وأفصحت العديد من الشركات التي يعمل بها موظفون أجانب، وهم محاصرون في الخارج بسبب إجراءات إغلاق الحدود جراء فيروس كورونا، أنها سرعت خططها لتوظيف المواطنين السعوديين.
وفي الربع الثالث من العام الماضي، عندما انكمش الاقتصاد بنسبة 4.6%، ارتفع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص بأكثر من 80 ألفا.
ويرى نواف التركي، نائب رئيس «روابي القابضة»، وهي شركة سعودية لخدمات حقول النفط والمقاولات تسعى بشكل متزايد لتوظيف فنيين محليين، أنه «بغض النظر عن شكوك بعضهم بأن السعوديين لا يريدون العمل، كان عليهم إخضاعهم للاختبار، ولبرامج تدريبية مكثفة».
مشيرا إلى أنه بالاستناد لتجربة شركته، «فقد ارتقى الموظفون المحليون لمستوى التحدي».
وأفصحت وزارة الموارد البشرية البشرية السعودية في بيان لوكالة بلومبيرغ: «نواصل دراسة الإصلاحات والمبادرات لتقليص الفجوة بين السعوديين والأجانب».
كما تبحث الوزارة في تقليل ساعات العمل الرسمية، وكيفية توجيه سوق العمل نحو مهارات وإنتاجية أعلى.
[email protected]