اختتمت في فيينا أمس جولة جديدة من مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني دون التوصل الى نتائج تذكر، لكن أجواءها وصفت بـ«الإيجابية» رغم ما سبقها من توتر عقب قرار طهران برفع تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، في محاولة منها لـ «الضغط على جميع مفاوضيها» الغربيين باقترابها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% التي تمكنها من صنع سلاح نووي، على ما قال صرح ديبلوماسي أوروبي ملخصا الوضع.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المسؤول قوله إنه بعد بداية جيدة، «هذا الأمر يعقد الامور».
وترأس اجتماع اللجنة مساعد الأمين العام لجهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي انريكي مورا بحضور ممثلين عن روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا بالإضافة إلى إيران.
ووفقا للديبلوماسيين في فيينا فقد جرت مشاورات فنية حول موضوع رفع العقوبات عن إيران، وما يتعلق بقرارها رفع مستوى التخصيب.
ويشكل رفع التخصيب «ردا» على ما وصفته طهران بـ«الإرهاب النووي» الإسرائيلي بعد انفجار محطة التخصيب في نطنز حسب إيران.
وقد رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني «المخاوف» التي أعربت عنها الترويكا الأوروبية «المانيا وبريطانيا وفرنسا».
وقال في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني «تم التعبير عن مخاوف في أوروبا والولايات المتحدة من أننا بدأنا التخصيب بنسبة 60% (ما) يعني أن نكون قادرين على الوصول إلى 90% دفعة واحدة». وأضاف «لكن هذا خطأ»، مؤكدا أن «أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على القنبلة الذرية».
وتابع روحاني «اليوم يمكننا التخصيب بنسبة 90% إذا أردنا ذلك. لكننا قلنا ذلك منذ اليوم الأول ونحن نفي بوعدنا: أنشطتنا النووية سلمية ولا نسعى للحصول على قنبلة ذرية». ورغم كل التوتر الذي سبق الاجتماعات كتب سفير روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف في تغريدة على تويتر أن «الانطباع العام» خلال اجتماع أمس «إيجابي»، وتحدث عن «سلسلة اجتماعات غير رسمية».
واعلن انه تقرر مواصلة المناقشات عبر ما وصفه باجتماعات غير رسمية وبأشكال مختلفة بما في ذلك على مستوى الخبراء. كما أعرب وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ عن تفاؤله بإمكانية إحراز تقدم، قائلا إن أطراف الاتفاق لاسيما طهران وواشنطن «مدركة تماما» لمسؤولياتها تجاهه ومنعه من الانهيار.
ونبه شالنبرغ في الوقت نفسه إلى أن المحادثات الحالية في فيينا «ربما تكون الفرصة الأخيرة بالنسبة للديبلوماسية» لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، محذرا من فشل المفاوضات وعواقب ذلك «الكارثية» من ناحية «حدوث سباق تسلح نووي في منطقة الخليج» وتبعات ذلك على أمن أوروبا والنمسا.
من جهته قال منسق الاتحاد الأوروبي في تغريدة «نحن مسرورون لرؤية الجميع يعودون إلى فيينا وهم جاهزون لإحراز تقدم في المفاوضات رغم الأحداث الصعبة في الأيام الماضية».
وفي مستهل اجتماع اللجنة المشتركة أمس عبر رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي عن أسفه «لرد الفعل الضعيف من الدول الأوروبية» على حادث تفجير مفاعل نطنز، مؤكدا أن أطراف الاتفاق يجب أن «تدين بالإجماع هذا الحدث بدون اعتبارات سياسية» كما جاء في بيان.
بدوره، قال وانغ تشون السفير الصيني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين بعد اجتماع اللجنة المشتركة لكبار المسؤولين «في الوقت الراهن اعتقد أن مجموعة العمل النووية أكثر تقدما، أكثر تقدما بكثير، عن المجموعة المعنية برفع العقوبات».