بدأت رئيسة تنزانيا الجديدة سامية سولو حسن اتخاذ العديد من الإجراءات الصحية والاقتصادية التي تراعي تفشي جائحة كورونا في البلاد، بعد أن اعتاد الرئيس الراحل جون ماغوفولي على إنكارها ورفض وجودها في بلاده، ولكنها من المتوقع أن تواجه الكثير من التحديات جراء ذلك، حسبما ما ذكر تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وكانت نائبة الرئيس سولو حسن قد خلفت الرئيس جون ماغوفولي اثر وفاته في مارس الماضي، لتصبح أول رئيسة مسلمة محجبة في أفريقيا.
وقالت أنها ستطلب المشورة العلمية بشأن كيفية المضي قدما في التعامل مع تفشي وباء ڤيروس كورونا، وهو أمر يشكل تحولا كبيرا في سياسة البلاد في أعقاب التعامل المثير للجدل لأزمة الڤيروس من جانب الرئيس الراحل.
وقد شغلت حسن (61 عاما) منصب نائب الرئيس منذ انتخاب ماغوفولي في عام 2015، لتفوز بفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات في انتخابات أكتوبر الماضي.
وكان الرئيس الراحل ينفي وجود المرض في بلاده وأوصى بالصلاة والأعشاب وحمامات البخار للوقاية منه، قبل أن يعلن أن بلاه أصبحت خالية منه إثر ثلاثة أيام من الصلوات الوطنية، علما أن الدولة الواقعة في شرق إفريقيا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 58 مليون نسمة لم تقدم أي أرقام عن إصابات جديدة بفيروس كورونا منذ مايو 2020.
وأشارت الرئيسة التنزانية الجديدة إلى اعتزامها التعاون دوليا لمكافحة الوباء قائلة «لا يمكننا عزل أنفسنا» وإن دولة تنزانيا ليست «جزيرة» منعزلة.
«السير بحذر»
وبحسب تقرير «وول ستريت جورنال»، الذي نقله موقع «الحرة»، فإن تغيير سياسة الرئيس السابق، قد يؤدي إلى خروج تنزانيا من العزلة الدولية المتصاعدة وتحسين العلاقات المتوترة مع المستثمرين الأجانب، الذين اعتمدت البلاد على أموالهم لأعوام عديدة، ولاسيما في قطاعي التعدين والطاقة، ولكن على سولو حسن أن تكون حذرة في تلمس خطواتها حتى لا تخسر دعم غالبية المحافظين الذين كانوا يدعمون بقوة موقف الرئيس الراحل بشأن أزمة كورونا.
وبينما قضى المسؤولون التنزانيون شهورا طوالا في التقليل من خطورة الڤيروس، يروي خبراء الصحة خارج البلاد قصة مختلفة، إذ أظهرت الاختبارات التي أجريت على ثلاثة مسافرين وصلوا إلى أنغولا من تنزانيا في منتصف فبراير، وجود سلالة من ڤيروس كورونا تحتوي على 10 طفرات أكثر من أي نوع آخر، وفقا لتقرير جرى تقديمه إلى منظمة الصحة العالمية.
وعلى الرغم من أن اقتصاد تنزانيا ظل مفتوحا بالكامل تقريبا، إلا أنه لم يسلم من انهيار الذي عانت منه الدول المجاورة التي أغلقت أبوابها، فقد انخفضت عائدات السياحة بنسبة 70% تقريبا في العام المالي المنتهي في فبراير 2021، بحسب البنك المركزي للبلاد.
وبعد توليها الرئاسة، أصدرت السلطات المختصة بأوامر من سولو حسن إرشادات علمية بشأن مكافحة ڤيروس كورونا، بما في ذلك ارتداء الأقنعة واستخدام معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تعيين مسؤولين صحيين لمتابعة الأزمة.
وترأست سولو حسن وفدا من المسؤولين التنزانيين، في زيارة رسمية إلى أوغندا، حيث كان جميع أعضاء الوفد يرتدون كمامات واقية، واستهدفت تلك الزيارة وضع اللمسات الأخيرة على إتفافات بشأن مشروع خط أنابيب النفط بقيمة مليارات الدولار.
وفي نفس السياق، افتتحت وزارة الموارد الطبيعية التنزانية مؤخا مركزين جديدين لفصح ڤيروس كورونا في مدينة أروشا الشمالية وكذلك في محمية سيرينجيتي الوطنية، مما جعل مرافق الاختبار بمتناول عشرات الآلاف من السياح الذين يزورون تلك الأماكن، كما أعادت السلطات أيضا التراخيص لوسائل الإعلام التي جرى حظرها لتحديها أمرا حكوميا يمنع النشر عن جائحة كوفيد -19.
بالمقابل، يشدد المحللون على أن هناك العديد من العقبات التي تواجه السيدة حسن، لاسيما فيما يتعلق بتطبيق إجراءات صارمة للبقاء في المنزل لا تحظى بشعبية في بلد انضم إلى صفوف الدول ذات الدخل المتوسط العام الماضي قبل خمس سنوات من الموعد المحدد، فيما يواصل العديد من المسؤولين الحكوميين الظهور في المناسبات العامة دون ارتداء الكمامات الواقية.