- الشطي: الإسلام لا يحرم المسلم من الطيبات ولكن يعلم الاقتصاد والتوسط في الإنفاق والاستهلاك
- السابج: رمضان فرصة لتدريب المسلم على السلوك الاقتصادي الرشيد والبعد عن الإسراف والتبذير
إعداد: ليلى الشافعي
قال الله تعالى: (كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وقال: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة» ولخصوصية شهر رمضان الاقتصاد والاقتصار على الطعام اليسير والشعور بالجوع حال الصيام من الرسائل الربانية لتذكير المرء بأن جوعه لوقت يسير، وعليه أن يتذكر الفقراء الذين يجوعون أوقاتا طويلة.. حول ثقافة الاستهلاك في رمضان يحدثنا الدعاة:
يقول د.بسام الشطي: من أهداف رمضان أن يعلمنا الاقتصاد والتوسط في الإنفاق والاستهلاك، ولو طبقنا هذا المبدأ لكان درسا عظيما سنجد أثره الكبير علينا جميعا، فالمترف أبطرته النعمة وسعد العيش، وألهته عن طاعة الله، فتراه حريصا على زيادة أحواله وعوائده، ساعيا الى بلوغ الغاية في حاجات الذات الحسية من مأكل ومشرب ومسكن ومركب.
ولقد نهى الإسلام عن الترف وحذر من تعلق القلب به، وعن غلو الإنسان بالانغماس في متع الحياة وملذاتها، وحث على تركه والانصراف عنه إلى ما هو خير في الدارين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة».
وأكد أن دعوة الإسلام الى ذم الترف والتحذير منه لا تعني تحريم ما أحل الله من النعم والطيبات، وإنما المراد الاقتصاد في الإنفاق، وعدم تعلق القلب به والركون إليه.
ومع الأسف الشديد نجد البعض في رمضان غير مبال بصحة جسده مفرطا في تناول الطعام والشراب وتوفير متطلبات النفس مما لذ وطاب.
قال صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
وأشار الشطي الى أن الإسلام لا يحرم المسلم من الطيبات سواء في رمضان أو غير رمضان، بل يطالبه دينه بالاعتدال والتوسط، فمن خصائص عباد الله الصالحين أنهم إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما، كما أرشدنا القرآن الكريم.
لا تسرفوا
وأكد صلاح السابج ضرورة نشر ثقافة الترشيد والإنفاق المعتدل في رمضان وفي غيره، فالمسلمون في أمسّ الحاجة إلى الالتزام بتعاليم دينهم في عصر أصبح من سماته الغلاء والمعاناة من أجل تدبير مقومات الحياة الكريمة.
وعليه يجب أن يكون سلوك المسلم الاستهلاكي خلال الشهر الكريم لا يبتعد عن الأهداف الحقيقية للصوم بما يجنح إليه من إسراف بغضب الله سبحانه ويحرمه من أجر وثواب عبادة تسمو به مثل عبادة الصوم من مكاسب روحية ونفسية واجتماعية وصحية وأيضا اقتصادية، فرمضان فرصة لتدريب المسلم على السلوك الاقتصادي الرشيد ويعلمه كيفية التعامل برقي مع نعم الله سبحانه وتعالى وقد نهى سبحانه عن الإسراف في الأكل والشرب، حيث إن التبذير عادة مذمومة لا تتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي طالما حذرت من الإسراف، قال تعالى: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا).