12 طعنة نافذة تلقاها جسد فرح حمزة أكبر لتلفظ أنفاسها الأخيرة في شهر الرحمة والمغفرة، وطلب التوبة إلى الله، لتذهب محتسبة مغدورة إلى بارئها، وفي قلبها الطعين غصة خانقة، اعتصرت معها قلوب أهل الكويت وأقضت مضاجعهم في صيامهم وقيامهم، وهم يفجعون بجريمة مروعة، فأرخت بمسحة حزن ثقيل على طول البلاد وعرضها، راحت ضحيتها «فرح» التي رسمت على وجه صغيرتها (6 أعوام) حزنا أبديا، وخلفت في قلب فقيدتها البريء مشهدا لن تستطيع معها ذاكرتها الصغيرة أن تمحوه، المشهد المفزع بتلاقي عيون الطفلة بعيني أمها وهي تصارع الموت نازفة، فلا هي تستطيع كف اليد الآثمة، ولا «المربية الفاضلة» قادرة على أن تشيح بنظر فلذة كبدها عن المشهد المرعب، لتجنبها تبعاته الكارثية المدمرة نفسيا.
«دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع»، هذا ما نصت عليه المادة الثانية من الدستور الكويتي صراحة، والشريعة الغراء في إزهاق الروح الطاهرة، واضحة نصا لا مواربة فيه، (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص) «البقرة: 178»، (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) «البقرة: 179»، وقد اشترط القصاص بخمسة أمور هي في مختصرها، أن يكون الجاني مكلفا، وأن يكون المقتول معصوما، وأن يكون المجني عليه مكافئا للجاني، ورابعها ألا يكون المقتول من ذرية القاتل، وآخرها أن تكون الجناية عمدا، وليس لنا في عدالة ونزاهة القضاء الكويتي الشامخ قول من قبل ولا من بعد، إلا الذكر الحسن، والعدالة الناجزة، التي تأخذ بحزم العدل على عجل، فتقر عين دامعة، ويطمئن قلب مضطرب، ويمضي المجتمع مؤسسات وأفرادا آمنا مطمئنا على أطفاله ونسائه وشيوخه من غيلة مضطربي السلوك، أو من غلبت عليهم سيكولوجية العنف على طباع الإنسان السوي، ولترقد روح فرح بسلام عند بارئها.
[email protected]