في ديسمبر 2015 احتضنت صحراء شمال الكويت عبقاً من الماضي والتراث الجميل للكويت ودول الخليج، متمثلا في قرية الشيخ صباح الأحمد التراثية والتي شكلت وجهة سياحية توافد عليها الآلاف من المواطنين والمقيمين، وكل من يزور الكويت للتعرف على هذه القرية التي شكلت واحة غناء وسط الصحراء لكل من يبحث عن السياحة والمعرفة ومعلما سياحيا مميزا بمفهومه وتنظيمه، ليضفي معلومات بطريقة مميزة حول تاريخ وتراث الكويت والأجنحة الستة المرافقة لها والتي تمثل دول الخليج الشقيقة، لم تكن مرفقا فقط ولكن كانت تصاحبها العديد من الفعاليات والأنشطة بين رياضية وترفيهية وثقافية.
مثل هذا النموذج الناجح نحتاج اليه بشدة وليس فقط في موسم واحد بل على مدار العام، فالآن بعد الأزمة الاقتصادية التي خلفتها كورونا، ولا تزال، والتي تضرر منها الجميع بلا استثناء، ولكن تساقط المشاريع الصغيرة والشبابية كان مخيفا جدا، إذ بدت وكأنها قطع دومينو وهي تنهار واحدة تلو الأخرى، ما أحوجنا إلى أن نقدم مبادرة لهذه الفئة الأكثر ضررا وإلى إنعاش السياحة الداخلية ليكون الإنفاق والصرف على طريقة المثل الكويتي «دهنا في مكبتنا»، متمثلا في إنشاء وإحياء نموذج مشابه لقرية الشيخ صباح الأحمد التراثية، ولكن في جنوب الكويت، باسم قرية الشيخ نواف الأحمد السياحية والثقافية، بحيث تضم محلات للمشاريع الصغيرة ومقاهي ومطاعم وحدائق ترفيهية وإضافة فندق يستقبل الزوار، ويكون هناك برنامج زمني على مدى شهور العام ليختص كل شهر بمجال محدد، وتتغير الفعاليات الثقافية والترفيهية والمحلات المشاركة بناء على طابع هذا الشهر، حيث تتعاون في الفعاليات الثقافية المصاحبة كل جهات الحكومة والمجتمع المدني كل حسب اختصاصه، لتكون منظومة متكاملة للسياحة والثقافة والمشاريع الصغيرة.
ما أحوجنا الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تنشيط السياحة الداخلية مع تعطش الجميع للترفيه والفرح والى مساعدة الاقتصاد المحلي بالإنفاق الداخلي، وليس هناك أفضل من هذا التوقيت للبدء في تجهيز وإعداد مثل هذه القرية للانطلاق مع عودة الحياة الطبيعية وانتهاء هذا الوباء بإذن الله، لتكون وجهة سياحية للآلاف من الزوار ونبضا جديدا في جنوب الكويت يستقبل ليس المواطنين والمقيمين فقط بل كل من يدخل الكويت برا، بحيث ينبض شمال الكويت فرحا بوجود قرية صباح الأحمد التراثية التي تستقبل زوار الكويت من الشمال، وينبض جنوب الكويت بهجة بقرية نواف الأحمد السياحية والثقافية التي تستقبل زوار الكويت من الجنوب.
www.berwaz.com.kw