- السويلم: التميز في رمضان مادي ومعنوي وهو شهر من أعظم نعم الله علينا
- العبدالله: الأعمال كثيرة يتميز بها هذا الشهر وأجرها كبير
إعداد: ليلى الشافعي
حتى يخرج المسلم من مدرسة رمضان صائما ناجحا متميزا يجب أن يكون قد أعد خطته في العبادة والأخلاق ويسعى لتحقيق أهدافه فتكون النية الصادقة لله والإرادة والعزم والصبر والمثابرة على التغير للأفضل والثقة بوعد الله وقدرته على تحسين الأمور وتغييرها، وأن ينظم وقته ويرتب أولوياته.
وحول التميز في رمضان يوضح الشيخ يوسف السويلم أن التميز في رمضان مادي ومعنوي، المعنوي بأن تكون هناك رغبة في أن يتغير الإنسان في رمضان لأنه شهر لا يعوض، هذا الشهر الذي خصه الله بخصائص عظيمة وميزه الله بفضائل جليلة، فهو شهر الصيام الذي هو ركن من أركان الاسلام شهر تتفتح فيه ابواب الجنان وتغلق أبواب النار، انه شهر تصفد فيه مردة الشياطين، شهر لا يعوض بأن تطهر قلبك نحو الخالق بالإخلاص في كل عمل وتطهر قلبك مع الخلق في المحبة وترك الحقد والحسد، وإذا صلح القلب صلح الجسد كله من حفظ اللسان من الزور والبهتان، كما في حديث «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش» وهذا فيض من التميز المعنوي في رمضان.
أما التميز المادي فهو أن تجعل رمضان شهرا لا ينسى بالتميز المادي فعليك عمل جدول من أول يوم إلى آخر يوم في رمضان يكون حافلا بالبرامج والأفكار التي تجعل من رمضان ذكرى لا تنسى وذلك بأن يكون لك ورد يومي وصدقة كل يوم وحفظ القرآن، كل يوم تقوم بعمل ينفع الأمة والمجتمع والأسرة وأفضل وأحسن تميز مادي في رمضان هو إدخال السرور على المسلمين بأي عمل يفرحهم، كما أن التميز هو تنويع العمل الصالح فهو مقصد شرعي حتى يبعد عن المسلم الملل.
الفائزون
وأضاف الباحث الشرعي خالد العبدالله: يقول الله تعالى في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ان الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس، أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وربه عز وجل ولهذا يقول: الصوم لي وأنا أجزي به انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي، وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله فهذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى بخلاف الصدقة مثلا والصلاة والحج والأعمال الظاهرة فكل هذه يراها الناس، أما الصيام فلا يراه أحد لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لابد أن يكون خالصا لله عز وجل وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وما يميز هذا الشهر أن الأعمال به كثيرة وأجرها كبير مثل تلاوة القرآن وختمه وصلاة القيام والزكاة.. إلخ لذلك يتميز المسلم والمجتهد على الطاعات بهذا الشهر عن غيره المتكاسل بمضاعفة أجره لكل عمل يقوم به ويصبح من الفائزين، فالصوم له جزاء والقيام له جزاء وتلاوة القرآن والإصرار على ختمته له أجر وتضاعف الحسنات بقدر الاجتهاد شهر عظيم عند الله عز وجل يتفق على صيامه جموع المسلمين لينفرد كل منهم بالواجبات ليصبح مميزا بعمله في هذا الشهر الفضيل.
وتساءل العبدالله.. كيف يكون المسلم متميزا في هذا الشهر الفضيل لما له من عظمة وأهمية كبرى عند الله عز وجل وأيضا لتسارع جميع المسلمين للحصول على أفضل الأجور في هذا الشهر لتوافر الواجبات والحسنات الكثيرة والعظيمة التي تميزهم عن العالم الآخر كالعطف على المساكين والتراحم بينهم والمساعدات الجزيلة.
ولو حرص على الست من شوال وكذلك الأيام البيض والعشر من ذي الحجة إذن هو متميز لا خلاف على ذلك.