يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم وصفّدت الشياطين»، وهذا الحديث يخبرنا بتصفيد الشياطين في رمضان وعدم وصولهم إلى ما كانوا يصلون إليه في الأشهر الأخرى، وأن شرها وكيدها ووسوستها تضعف، وهذا قول الإمام بن باز، رحمه الله، ولكننا «ابتلشنا» بشياطين الإنس الذين لا تردعهم أي أخلاق أو هيبة الشهر الكريم.
وقد فجعنا بمقتل سيدة في الشارع بمنطقة صباح السالم، كما وقعت حوادث طعن أو دهس لأتفه الأسباب في عدد من المناطق، وهذه الحوادث وإن كانت تعد على أصابع اليد ولكنها مريعة وشنيعة، وخصوصا في الشهر الكريم.
قيل في الأثر: «من أمن العقوبة أساء الأدب»، وقيل كذلك: «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، فلو أن هذا القاتل يعلم علم اليقين أنه سيقتل، والطاعن سيسجن، والداهس سيعاقب بعقوبات مغلظة وبعدالة ناجزة، لكان ذلك رادعا لهم.
إن للمؤسسات التربوية كالمدارس والمساجد وجمعيات النفع العام مسؤولية كبيرة بتصحيح مسار الأبناء، فللأسف هناك الكثير من الانشغال عنهم، وتتحمل الحكومة المسؤولية الأكبر في استشراء الجريمة، فلو درست تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وتطبيقات الأفلام التي تزين الجريمة والرذيلة، وقامت بتقنين هذه التطبيقات لما وصلنا إلى هذه الجرائم.
ويجب على وزارة الإعلام كذلك أن توضح للناس قدسية شهر رمضان من خلال إعلانات في القنوات التلفزيونية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي.
أين دور هيئة الشباب والرياضة والمراكز الشبابية؟ لماذا النفور عنها وإهمالها؟ الإجابة لوجود خلل كبير في برامج هذه المؤسسات.
إن سماح وزارة الإعلام للمسلسلات وخصوصا في شهر رمضان التي تصور مجتمعنا المحافظ بأنه غير ذلك، وكأن كل بيت فيه مشكلة، وأن لكل بنت صديقا، والضرب في الشوارع، أحد أسباب تفشي هذه الجرائم.
يجب أن تكون هناك سرعة في تطبيق القانون، فمن غير المعقول أن ينتظر القاتل أو المجرم عامين أو أكثر وبعد ذلك يصدر حكم مخفف!
يجب أن تتضمن المناهج الدراسية توضيحا لعقوبة القتل والاعتداء على الناس، ويجب أن تكون هناك محاضرات توعوية في المدارس لاحترام القوانين، ويجب زرع قيمة حب الناس.
إن للوالدين دورا كبيرا في تعليم الأبناء احترام الناس واحترام القانون، ويجب أن يعرف كل شخص أن حريته تنتهي عندما تمس حرية الآخرين.
إن تطبيق حكم الله تعالى في القاتل مطلب كل إنسان في الكويت، ويجب أن يطبق القانون علنا كما كان قبل ذلك، حتى يرتدع كل من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة.
قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).
نكشة: تطبيق القانون = احترام وأمان.
[email protected]