- د.أحمد كان مخلصاً ومحترماً لعمله مؤمناً بالتضامن الإسلامي مهتماً بالعمل الإنساني
- ستبقى بصماته في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية شاهدة على دوره وإنجازاته
[email protected]
تشرفت بتسلم نسخة من كتاب بعنوان (البنك الإسلامي للتنمية والدكتور أحمد محمد علي «مسيرة مؤسسة وسيرة رئيس») إهداء من د.بندر بن محمد حجار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والذي قامت بإصداره مجموعة البنك، ليكون منصة تاريخية لمسيرة هذا البنك منذ تأسيسه في عام 1975، بمبادرة ورعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، هذا بالتزامن مع تقلد د.أحمد محمد علي رئاسة البنك، وحتى ترجله من هذا المنصب في عام 2016 بعد خدمة ناهزت الأربعة عقود.
وكل من يعرف د.أحمد يتفق على انه يتمتع بشخصية مميزة ليس على المستوى الإقليمي وحسب وإنما على المستوى الدولي، حيث حظي د.أحمد على احترام وتقدير رؤساء الدول نظرا لدوره الفاعل في قيادة تلك المؤسسة التنموية ودعمه للعمل الخيري والإنساني.
وبهذه الصفات استطاع د.أحمد بإدارته الحصيفة وبجهود كوادر البنك ودعم دول الأعضاء له خلال تلك العقود أن يرتقي بعمل وأداء البنك ماليا وتنمويا، رغم الأزمات التي واجهت الاقتصاد العالمي، كما استطاع المحافظة على مكانة البنك وتصنيفه الائتماني (AAA)، ونجاح مجموعة البنك باعتباره مستشارا وشريكا انمائيا، خاصة وان حجم تمويلات البنك للمشاريع التنموية قد فاقت الـ 100 مليار دولار منذ انشائه.
وقد تشرفت شخصيا بمعرفة د.أحمد عندما كلفت بتمثيل الكويت في مجلس المديرين التنفيذيين الذي يرأسه، وان كانت تلك الفترة قصيرة نسبيا إلا أنها كانت كافية للتعرف على مثل هذه الشخصية، والتي تميزت بسمات استطاع د.بندر بن محمد حجار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن يوجز وصفها بالأمانة، والحنكة، والدراية، والكياسة.
وهذا ما لمسته من خلال معرفتي بالدكتور أحمد أثناء عضويتي بالمجلس، فرأيته ديبلوماسيا في إدارته للاجتماعات، محبا ومخلصا ومحترما لعمله، مؤمنا بالتضامن الإسلامي، مهتما بالعمل الإنساني، راغبا في تحقيق طموحات دول الأعضاء التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
ولعل من المناسب أن أستذكر بعضا من مواقفه خلال فترة عملي معه، فعندما شاركت ضمن المجلس باعتماد الاستراتيجية العشرية لمجموعة البنك المتعلقة برؤية البنك والتي كانت الحوكمة والنزاهة ضمن ركائزها، كان داعما لمعظم مقترحات الكويت التي كانت في سياق حوكمة أعمال البنك ومجلس المديرين التنفيذيين، وفي موقف آخر يعكس مكانة الكويت لدى د.أحمد، فعندما انخفضت نسبة ملكيتها في البنك الى نسبة حرجة بما يؤثر على مقعدها الدائم، وبناء على توضيح تقدمت به لمجلس المديرين التنفيذيين بهذا الشأن، دعم د.أحمد موقفها خلال تلك الفترة لحين موافقة مجلس الأمة على قانون يتعلق بالاكتتاب بزيادة رأسمال البنك، والذي تشرفت شخصيا باقتراحه وصياغته، ومن ثم ثمن الدكتور موقف الكويت هذا والذي حافظ على نسبة ثابتة لمساهمتها.
هذا، ولا أنسى تقديره لمكانة صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، عندما شكر سموه أثناء زيارته للكويت في عام 2014 على جهوده في تأسيس البنك حينما كان وزيرا للخارجية، كما وأشاد د.أحمد بمبادرة صاحب السمو بتبرعه لإنشاء صندوق (الحياة الكريمة في الدول الإسلامية) وهي باكورة نتاج المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع الذي استضافت الكويت فعالياته، حينها ذكر أن مثل هذه المبادرة ليست بغريبة على الكويت لأنها تقوم بدور مهم في تقديم المساعدة للدول النامية، كما ذكر أنها ساهمت وشاركت بسخاء في العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية.
كل الشكر والتقدير لـ د.بندر بن محمد حجار على اقتراح إعداد هذا الكتاب، والشكر موصول الى مجلس المديرين التنفيذيين لاستجابتهم لمثل هذا الاقتراح، ونقول للدكتور أحمد محمد علي «كفيت ووفيت» وستبقى بصماتك في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية شاهدة على دورك وإنجازاتك.