ها هو شهر رمضان الكريم يدخل نصفه الثاني، ونحن نكرر كعادتنا «كأنه بدأ أمس»، ولنسأل أنفسنا ما الذي قدمناه خلال الأيام الماضية، وما الذي استفدناه من مدرسة رمضان المبارك.
لقد خص الله تعالى رمضان بمزايا إيمانية وإسلامية عظيمة ففيه نزل القرآن الكريم، وخلاله نؤدي فريضة وركن الصيام، إضافة إلى ما فيه من فتح لأبواب الجنة وتذكير بصلة الأرحام ومساعدة الفقراء والمحتاجين وبيان آثار الزكاة والصدقات. كما أن رمضان شهر الإخلاص في العمل وأداء الأمانة على أكمل وجهها، ونسأل الله تعالى للجميع أن تكون أعمالهم صالحة ومقبولة وأن يتقبل الله منا ومنهم خيرها، وألا نكون ضمن المشمولين بالحديث «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»، وأدعو نفسي وإياكم إلى اغتنام ما تبقى من أيام مباركة، وأن يكون شعارنا جميعا الإخلاص في العمل والأمانة في أداء الواجبات المهنية والأسرية والدينية وغيرها.
ولعل ما يحزننا ما نعانيه بسبب جائحة «كورونا» وما يتعلق بها من إجراءات احترازية ومنع للتجمعات واللقاءات، غير أننا نحمد الله تعالى على فتح المساجد للصلاة في جميع الأوقات حتى التراويح التي عدنا إليها هذا العام، ونسأله تعالى أن تنجلي هذه الغمة قريبا عن بلادنا وعن جميع بلاد المسلمين والعالم وأن تعود الحياة إلى طبيعتها.
من الأمور المؤسفة التي نعاني منها والتي ندفع ثمنها عدم تطبيق مفاهيم الديموقراطية بالشكل الصحيح، حتى بات التأزيم سمة للعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وأثر ذلك على عجلة التنمية والإنجاز في جميع المجالات، فالنائب يريد ممارسة حقه بالاستجواب والوزير أصبح خائفا من الإقدام على أي عمل مهما كان، لخوفه من الوقوع في الخطأ وترقب النواب له وبالتالي المحاسبة، فيحجم عن العمل وتتوقف المشاريع وندفع نحن المواطنين الثمن جيلا بعد جيل.
نقول للجميع نوابا ووزراء: أداء الواجب بإخلاص لا يخيف وإن كان فيه خطأ لأن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، وكلما كانت الرقابة حقيقية كانت المحاسبة للصالح العام وهذا لا يزعج أحدا.. فالمخطئ والمقصر يحاسب والمجتهد والأمين يشكر ويكافأ.
وهنا يحضرني قول الشاعر العزيز حمود البغيلي:
يا كثر ما قلت أبي اسوي وأبي اسوي
ولا في شي من اللي قلت سويته
راحت حياتي وأنا أطري وأنا أنوي
واللي بغيته نسيته يوم خليته
٭ حقيقة ومن قلب كل كويتي وكويتية: «الناس تعبت وملت ونبي إنجازات وشي على أرض الواقع».