اعترفت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بصحة التسجيل الصوتي للوزير محمد جواد ظريف الذي أثار تسريبه جدلا في البلاد، لكنها اعتبرت أن ما جاء به مواقف «شخصية» واقتطع من حديث غير معدّ للنشر.
وفي التسجيل المسرب يتحدث ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع الذي أداه اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري، في السياسة الخارجية لإيران.
وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي: «ما تم نشره لم يكن مقابلة مع وسائل الإعلام»، بل «حوار ضمن اللقاءات الروتينية (...) في إطار الحكومة».
وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه.
ومما جاء في المقتطفات، قول ظريف إنه في إيران «الميدان العسكري هو الذي يحكم، لقد ضحيت بالديبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الديبلوماسية»، وأن «هيكلية وزارة الخارجية هي ذات توجه أمني غالبا».
كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.
من جهتها، انتقدت «فارس» تقديم ظريف نفسه خلال الحديث المسرب بمنزلة «رمز للديبلوماسية» في مواجهة سليماني الذي يشكل رمز «ميدان» المعارك.
وقلل خطيب زاده في مؤتمره الصحافي من شأن الجدل بشأن التصريحات، مشددا على أن ظريف «يوضح في التسجيل أن تصريحاته هي رأيه الشخصي»، مشيرا إلى أن ما نشر هو «3 ساعات ونصف ساعة» من حديث امتد «7 ساعات».
في سياق آخر، أشاد ظريف بـ «الدور المحوري» للعراق في المنطقة، معربا عن الأمل ان يؤدي هذا الدور الى تحقيق تطورات إيجابية في المنطقة.
وأعرب ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين عن شكر بلاده لمساعي بغداد في إيجاد أرضية للحوار والتفاهم في المنطقة، معتبرا ان العلاقات بين البلدين قوية.
وفي سياق مفاوضات فيينا أيضا، قال خطيب زاده إن بلاده لن تقبل أي مقترح حول الملف النووي يعتمد على مبدأ «خطوة مقابل خطوة». وأكد «موقفنا بشأن ضرورة رفع العقوبات الأميركية لم يتغير، ونطالب برفعها كافة».
وقد أعلن الاتحاد الأوروبي أن المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي ستستأنف اليوم في فيينا، برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.