من أهم الواجبات التي يغفل الإنسان عنها معرفة ذاته، ومن المؤسف أن نسعى بجهد كبير لمعرفة كل ما حولنا إلا أنفسنا فنحن غافلون عنها، وذلك رغم أن جائحة القرن أظهرت أن أماننا لا يكون إلا بإيماننا بقدراتنا وصون انفسنا عن الجهل والوهم وغيرهما من أمراض الروح، ولكي نجتاز هذه الأوقات المهلكة فلقد انتخبت لكم من كلمات ريوهو اوكاوا ما فيه نفع، ولا ضير في ذلك ما دام هدفنا تعلم الحكمة، لأنه لابد أن ننشد الإبداع لا تقليد الآخرين، فإن استبدال حياتك أيها الإنسان وجعلها على صورة حياة شخص آخر لن يعود عليك إلا بالمعاناة، وعندما تقع في هذه المصيدة تذكر أن الشخص المناسب يجب أن يمنح العمل المناسب، وتذكر أيضا أن هناك عملا في مكان ملائم لقدراتك وبأداء ذلك العمل بجد ومثابرة ستحقق أيضا الغاية من حياتك وتساعد الآخرين في أن يحيوا حياة سعيدة.
إن البشر كالأدوات التي يستخدمها النجار فهي تؤدي أفضل عمل عندما تستخدم كل أداة في وظيفتها الصحيحة، كما أن لكل منا دورا مختلفا مثل أدوات النجار أيضا، لذا اسأل نفسك ما دورك في هذه الحياة وعندئذ ستترآى لك رسالتك في هذه الحياة وستعثر على مهنتك وتتفوق فيها بطريقة تساعدك في تحقيق رسالتك، وتذكر ألا تحاول أن تجعل حياتك على صورة حياة شخص آخر.
إذا افترضنا أن لكل إنسان مجموعة أرواح تتوالد في كل مرحلة من مراحل سيره في حياته الدنيوية، لذا لابد أن ننتهز فرصة مراكمة الخبرات التي نكتسبها في الحياة مع تغير المراحل وأن نتعامل مع ما نتعلمه في حياتنا مثل أصابع اليد الخمسة، فعلى الرغم من أن خبرتنا تختلف في الشكل فإنها تعد جزءا من اليد نفسها، ومثلما تستخدم اليد جميع أصابعها للإمساك بالأشياء فإن كل روح خبرة تتناوب على تكرار دورها لتكتسب الذات مختلف أنواع الخبرات الحياتية.
هناك كثير من الاختلافات بين الناس من بينها الجندر (النوع الاجتماعي) والسن والذكاء والطول وبعض الأشخاص منطوون على أنفسهم وبعضهم منفتحون على الآخرين، ولكن جميع الأشخاص يحسنون أنواعا مختلفة من الأعمال ولكل منهم شخصية فريدة.
إذا تقبلت الآخرين كما هم فعليك أن تتقبل نفسك كما هي، لا بأس أن تكون كما أنت وليس عليك أن تصبح مثل أحد آخر، كن على سجيتك، كن الشخص الذي يحمل اسمك، لأن ذلك يؤكد أنك قد اجتزت وبنجاح الاختبار الروحي في هذه الحياة بناء على ما أنت عليه، وتستطيع عندئذ أن تعيش حياتك على طريقتك، فعش على أفضل نحو ممكن راضيا بما قسم الله لك، لأنه قد رضي لك بأن تكون قائدا لذاتك وصانعا لنجاحك.