التلفظ بألفاظ نابية
أثناء قيادة بعض الناس سياراتهم وهم صائمون في رمضان ومع اشتداد الازدحام يتلفظون بألفاظ نابية تصل الى حد السباب والشتيمة، فما حكم صيام هؤلاء؟
٭ أما الصيام فهو صحيح، وذلك لأن الأقوال المحرمة والأفعال المحرمة لا تبطل الصوم ولكنها لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته، فإن المقصود من الصوم تقوى الله عز وجل كما قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) سورة البقرة: آية: 183، فبين الله الحكمة من فرض الصيام علينا وهي حصول تقوى الله عز وجل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه» رواه البخاري في صحيحه (2/228) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا شاتمه أحد او قاتله بأن يقول: «إني امرؤ صائم» حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا الصائم لم يترك الرد عليه عجزا منه ولكن تركه ورعا وتقوى لله عز وجل لأنه صائم، والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمل وألا تثيره الأمور المخالفة لما تشتهيها نفسه.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا: قال: يا رسول الله أوصني، قال: «لا تغضب»، فردد مرارا قال: «لا تغضب» رواه البخاري في «صحيحه» (7/99 - 100) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وما أكثر من يندم على ما يصدر منه عند الغضب ويتمنى انه لم يكن قال او فعل شيئا كان بسبب غضبه، ولكن الشيء بعد نفاذه لا يمكن استرداده.
المنظار عن طريق الفم
هل المنظار عن طريق الفم لفحص المعدة يفسد الصوم؟
٭ الحمد لله، ونصلي ونسلم على عبده نبينا محمد وعلى آله، أما بعد، فالمنظار الذي يدخل عن طريق الفم فالبلعوم فالمريء فالمعدة نوعان:
الأول منظار فقط، من دون دواء أو دهن او سائل آخر، وهذا لا يفسد الصيام، لأنه ليس فيه غذاء ولا مادة تستحيل دما إذا نزلت في المعدة، فالمنظار يدخل ويخرج كما هو، ولو صاحبت المنظار حقنة تخدير لكي لا يشعر بالألم لأنها حقنة دواء وليست مغذية، وإذا تقيأ المريض قبل المنظار او بعده بسببه فصومه صحيح لأنه لم يتعمد، انما غلبه، قال صلى الله عليه وسلم «من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء»، وفي رواية «من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض» (أخرجه الترمزي عن أبي هريرة رضي الله عنه).
الثاني: المنظار الذي معه دهون أو سوائل، وهذا يفسد الصوم وذلك لنزول هذه المواد الى المعدة، حيث تهضمها فيستفيد منها البدن وان كانت الفائدة ناقصة.
وقد صدرت فتوى عن الشيخ ابن العثيمين ـ رحمه الله ـ ومن مجمع الفقه الاسلامي تؤيد ما نراه «أولا الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل ومحاليل أو مواد أخرى» (مجلة المجتمع 10/2/455).