ترافق اندلاع جائحة كورونا مع فورة في الطلب على أجهزة الموبايل والكمبيوتر، لكن تلك الفورة أدت بدورها إلى أزمة في توافر عنصر أساسي في هذه التكنولوجيا وهو الرقاقات الذكية.
ولأن صناعة الإلكترونيات تعتمد في معظم الأحيان على ما تمدها به صناعات الرقاقات أو أشباه النواقل، فإن أي اختناقات في هذه الأخيرة ستحدث بالضرورة اختناقات في إنتاج الأجهزة التي تعتمد عليها.
والمفارقة، حسب موقع «تيك سنترال»، هي ان الشركات نفسها التي استفادت من ازدياد الطلب على الموبايلات والكمبيوترات والالكترونيات خلال الجائحة أخذت تعاني الآن من النقص الذي أحدثته الجائحة في توافر الرقاقات الذكية.
وكمثال على الضائقة التي تعاني منها هذه الشركات حاليا، تحذير المدير المالي لشركة «أبل» من ان نقص الرقاقات يضرب مبيعات أجهزة آيباد وماك التي تنتجها، وهما المنتجان اللذان حققا أداء ممتازا خلال فترة الإغلاق، وقدر مسؤول الشركة، ان هذا سيعني تراجعا في الإيرادات بواقع 3 الى 4 مليارات دولار خلال الربع الثالث.
ولا يقتصر الأمر على صناعة الموبايلات والكمبيوتر، فشركات صناعة السيارات الكبرى أخذت في تقليص إنتاجها وحتى بإيقاف الإنتاج في بعض مصانعها بسبب عدم توافر الرقاقات.
وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة فورد أنها ستقلص انتاجها هذا العام بواقع 1.1 مليون سيارة، وتوقعت حدوث انخفاض في إيراداتها بواقع 2.5 مليار دولار، وهو انخفاض ستعاني منه الشركات الكبرى وربما يمتد الى العام المقبل.
وفي هذا الصدد، يشير محلل مالي إلى أن شركات السيارات لا تمثل أولوية بالنسبة لمصنعي الرقاقات مقارنة بأولوية الموبايلات وأجهزة الكمبيوتر، وهذا ما سيزيد الضغوط عليها لخفض إنتاجها.