ذكرت منظمة الصحة العالمية أن السلالة المتحورة الهندية لفيروس كورونا قد تم رصدها في «17 دولة على الأقل» من بينها بلجيكا، سويسرا، اليونان، وإيطاليا. ويشتبه في أن هذه السلالة تسببت بأزمة صحية غير مسبوقة في الهند، حيث سجلت الهند 352.991 إصابة جديدة في يوم واحد في أعلى حصيلة إصابات في العالم، إضافة إلى 2812 وفاة في أعلى حصيلة وطنية. والهند هي رابع أكثر دولة تضررا في العالم من حيث الوفيات.
في عام 2019، احتلت الهند مرتبة متميزة ضمن مجموعة العشرين من حيث قيمة الناتج المحلي الإجمالي، إذ جاءت في المرتبة الخامسة، وهو ما سهّل من التوقعات بأن تقود مع الصين حركة إنعاش الاقتصاد العالمي، ولكن مع حلول أزمة كورونا نهاية 2019 وبداية 2020، تغيرت التوقعات، إذ شهد الاقتصاد الهندي انكماشا ملحوظا.
ومع حالة التفاؤل التي تبنتها الحكومة الهندية في عامها المالي 2021/2022، والذي بدأ في أبريل 2021، أتت كارثة تفشي وباء كورونا مؤخرا، لتضع هذا البلد في مقدمة الدول التي تعاني من ارتفاع حالات الإصابة بنحو 350 ألف إصابة، وارتفع حالات الوفاة، ووجود حالة انهيار في مؤسسات الرعاية الصحية، وهو ما استجلب تقديم المساعدات الطبية من أكثر من دولة، للمساهمة في مواجهة كارثة جائحة كورونا هناك.
ويعد عام 2019 الأفضل خلال السنوات الماضية لأداء الهند في مؤشر الناتج المحلي الإجمالي، إذ بلغ هذا العام 2.86 تريليون دولار، مما أهّلها لتحتل المرتبة الخامسة على قائمة مجموعة العشرين، وكان معدل نمو ناتجها هذا العام 4.18%.
إلا أن الأجواء التي شهدتها الهند خلال شهر أبريل الماضي- حيث تزايدت أعداد المصابين بكورونا بشكل كبير- مثلت تهديدا للدولة، وجعل حالة التفاؤل التي انتابت تقديرات النمو للعام المالي الجديدة 2021/2022، محل شك، في وقت كانت الحكومة تستهدف أن تحقق معدل نمو يصل إلى 11%.
ففي سوق النفط مثلا كانت الهند تستورد ما قيمته 5 ملايين برميل يوميا، وفق بيانات ديسمبر 2020، ومعظم هذه الواردات البترولية تأتي من منطقة الخليج، وبخاصة السعودية والإمارات، ومن شأن تراجع واردات الهند من النفط بسبب تفشي كورونا أن يؤثر على الأوضاع الاقتصادية بالخليج.
وبوجه عام، فالهند ذات موقع مؤثر بالاقتصاد العالمي، من جوانب مختلفة سواء سوق النفط، أو استيراد المواد الأولية، أو صناعة البرمجيات، أو مساهمتها المتزايدة عاما بعد عام في الناتج المحلي العالمي، ولذلك ستركز الجهود الدولية بشكل كبير لمساعدة هذا البلد على تطويق أزمة تفشي وباء كورونا.
[email protected]