إن المرء ليعجب مما يجري على أرضنا الكويت من التسيب والإهمال وتلوث البيئة التي حبانا الله بها، وقد عانينا من التسيب والإهمال في محطة مشرف للصرف الصحي التي لوثت البر والبحر وقتلت الكثير من ثروتنا السمكية والكائنات الحية ولم نتعظ ولم نبادر ولم نخطط ولم نشاهد تحركا جديا لحل هذه المشكلة، ملايين الإطارات التي كانت تتجمع حتى صارت جبالا تحجب الرؤية في الجهراء وتركت في العراء وكان من الممكن الاستفادة منها وإعادة تدويرها فهي تمثل ثروة في كثير من دول العالم التي تعرف كيف تستفيد من النفايات والبقايا الصناعية بإعادة تدويرها، أما عندنا فقد اشتعلت فيها الحرائق بفعل فاعل وتنقل إلى مكان آخر، ومارس المخربون هوايتهم في التخريب عندما لحقوا الإطارات إلى مردمها الجديد، وبينما ننتظر جميعا اكتمال عملية نقل الإطارات إلى المردم الجديد، قام المخربون بإشعال حريق جديد في هذه الإطارات بمنطقة السالمي بعد أن كانوا فعلوا فعلتهم في إشعالها أكثر من مرة في منطقة «رحية» بالجهراء.
وللأسف، ساهمت الرياح في زيادة اشتعال الحرائق في هذا المردم، وتحدث رئيس قوة الإطفاء الرئيس خالد المكراد أن هذا العمل متعمد وأدى إلى احتراق ما يقارب المليوني إطار، وقد تحمل رجال المطافئ العبء والتعب مشكورين حتى إخماد هذه النيران، وقد أصيب بعض رجال الإطفاء بالإجهاد الحراري.
لابد من وزارة الداخلية أن تراقب الوضع بمكان الإطارات مراقبة كبيرة، فلا يعقل أن تحترق الإطارات مرات عديدة، ولابد أن تحاط هذه المنطقة بسياج تحميه وزارتا الداخلية والدفاع وكذلك الحرس الوطني وتمنع الاقتراب منه، وقد نبهت الصحافة إلى إمكانية اشتعال هذه الإطارات بفعل فاعل، فهل كتب علينا أن نتنفس هواء ملوثا؟! هل كتب علينا أن ندفع ثمن أخطاء حكومات ضعيفة ومجالس لا هم لها إلا الاستجوابات وتصفية الحسابات الشخصية، ومع الأسف بيئة الكويت لا تسترعي انتباه هؤلاء المسؤولين.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين، وبارك لنا في هذا الشهر الفضيل، واجعلنا فيه من الفائزين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، وعجّل اللهم بانقشاع هذه القمة لتعود الأمور إلى ما كانت وأحسن في جميع دول العالم.. اللهم آمين.
[email protected]