تعتبر الحكومة الحالية مختلفة جدا عن جميع الحكومات السابقة، إذ إنها تعمل ومنذ تشكيلها على ثلاثة محاور وهو ما لم يسبق لحكومة سابقة أن مرت به، والمحاور الثلاثة هي أولا: مواجهة مجلس الأمة والمعارضة المشاكسة، وثانيا: معالجة ملفات الفساد التي بدأت منذ انطلاقتها، وثالثا: العمل التنفيذي في البلاد.
لم يسبق لحكومة أن تعاملت بهذا الشكل الثلاثي، ولكن يبدو أن قدر الحكومة الحالية أن تكون تحت رهن ضغط وحتى الآن لاتزال ممسكة بأطراف الوضع السياسي وبشكل أقرب إلى الهدوء، رغم خطورة بعض الملفات وحساسيتها.
***
الواضح أن قدر الحكومة الحالية هو المواجهة على كل الأصعدة، وسياسيا، حتى الآن نجحت في العبور بكل ما تحت يدها من ملفات، والحكومة - ولا شك- أمامها معضلات دستورية مع مجلس الأمة، وقانونية مع الملفات الموكلة بمعالجتها، وحتى الآن الواضح أن الفريق الحكومي المكلف بإدارة الملفات نجح حتى الآن في وضع قواعد للسير بخطى حلحلت كل المعضلات سواء السياسية أو القانونية أو حتى الدستورية.
***
لا أعتقد أن حكومة سابقة مرت بما تمر به الحكومة الحالية، وهذا ليس تحديا فقط بل اختبار سياسي من أعلى مستوى، وكما ذكرت الحكومة كما يبدو ومن خلال عملها وتحركات فريقها نجحت في حلحلة الملفات حتى الآن، صحيح أن بعض الأمور تتجاوز حدود السياسة العقلانية ولكنها انتهت.
وبغض النظر عن الخلاف الحكومي - البرلماني، تعمل الحكومة على ثلاثة أوجه: دستوري في مواجهة مجلس الأمة، وقانوني مع ملفات التحقيق التي تجريها، وتنفيذي كون هذا عملها، كما يفترض أن عمل الحكومة على ثلاثة محاور مختلفة يضعفها أو يقلل من عملها أو يؤخرها، ولكن هذا لم يحدث ربما لأن الدعم السياسي للحكومة الحالية مطلق، وهو هنا مستحق بلا شك كون الأمور لا تحتمل القسمة على اثنين، ويجب أن تكون كل الأمور واضحة وضوح الشمس.
***
رغم ظروف تشكيل الحكومة وما صاحب بداية تشكيلها من أحداث في البرلمان ورغم الخلاف والاختلاف مع معارضيها في الأيام الأولى، إلا أن هذه الحكومة وفيما يبدو حكومة إنجاز قانوني، والأيام القادمة ستوضح ما أعني من أن الملفات التي تحملها ثقيلة جدا وشديدة الحساسية، وأي اختلال في معالجتها يمكن أن يؤدي إلى أزمة، غير أن ذلك لم يحدث بعد، والاعتقاد هنا أن غلق هذه الملفات وبشكل قانوني سليم على يد الحكومة الحالية سيكون هو النجاح المطلق.
[email protected]