«للبيت رب يحميه»، قالها عبدالمطلب لعجزه عن حماية الكعبة، قالها لضعف حيلته أمام أبرهة الحبشي وجيشه، قالها وهو يعلم أن الكعبة بيت الله ولن يضيع الله بيته، قالها وهو يرى فيلا ضخما وإعلاما مدويا يطبل لأبرهة، قالها وهو يحاول الحفاظ على إبله مصدر عيشه ورزقه ظاهرا لكنه يوصل رسالة للأعماق لهذا المتجبر العملاق، يزرع الخوف في قلب ابرهة برسالة خفية أن «البيت وإن لم نحمه نحن لضعف قوتنا وإن لم نحمه نحن لضعف عزائمنا، وإن لم نحمه نحن لتشتت جهودنا، وإن لم نحمه نحن لخوف على أرزاقنا، فإن ربا عظيما يسمع ويرى يا بيت المقدس»، إننا والله كشعوب لا نقول فقط ما قال عبدالمطلب هربا من القدر الحتمي في مواجهة عدو غاصب، يا بيت المقدس لا نقول ما قال عبدالمطلب لاختلاف كلمتنا وقلة حيلتنا، لا نقول ما قال عبدالمطلب لافتراقنا واختلاف أجنداتنا السياسية ومصالحنا الشخصية، لا نقول ما قال عبدالمطلب حفاظا على عروشنا وأموالنا، بل نقول ما قال عبدالمطلب ليعلم الجميع أن الإيمان يخلق ولا يبلى.
الشيخ جراح هو عبدالمطلب هذا الزمان في وجه أبرهة الصهيوني و«للبيت رب يحميه»، ونحن لطبيب صلاح الدين الجراح أوفياء لنعالج صلاحا جديدا كل مرة ليقف محررا لبيت المقدس وفاتحا.