في الوقت الذي تتسارع فيه جهود الدولة لمحاصرة وباء كورونا سواء من خلال الحظر الجزئي وزيادة اعداد المطعَّمين ومع الانفراجة والمؤشرات التي تتحدث عنها وزارة الصحة، وتؤكد انها ايجابية سواء من جهة انخفاض اعداد الإصابات والمصابين داخل غرف العناية المركزة ومع توجّه شبه مؤكد بانتهاء الحظر الجزئي، فهناك امر مقلق يتعلق بعدم السماح لمخالفي قانون الإقامة بالتسجيل في منصة وزارة الصحة اي ان هناك ما يزيد على 210 آلاف مخالفين لن يتم تطعيمهم، وهنا مكمن الخطورة الكبيرة والتي وجب على الدولة مراجعة هذا الأمر على وجه السرعة، لان هذه الشريحة يمكن ان تحدث انتكاسة نحن في غنى عنها.
وزارة الصحة اتخذت اجراء انسانياً بامتياز حينما اعطت اوامر الى كافة الموافق الصحية باستقبال اي شخص سواء كان مخالفا او لا يحمل اقامة، وبالتالي هذا الاجراء وجب ان يتم بالنسبة للتطعيم، ويمكن ان يتم في مرحلة لاحقة ولكنه امر حتمي لأن انعكاسه سيكون على الجميع.
نعرف ان اللقاح لا يمنع الإصابة وبالتالي يمكن ان ينتقل المرض إلينا وإلى بقية الوافدين وكذلك هناك شريحة كبيرة تكون مصابة ولا تظهر عليها اعراض وهي ناقلة للمرض وبالتالي لابد من تجاوز هذه الإشكالية بأقصى سرعة.
المخالفون لقانون الإقامة لا يضعون على ظهورهم او صدورهم ما يشير الى انهم مخالفون وهم بالفعل منتشرون في معظم المواقع التي نتردد عليها ونتعامل معهم، ولأنهم لم يتلقوا التطعيم سوف يعيدون المشكلة مرة اخرى.
اقترح وبعد الانتهاء من المسجلين في قوائم وزارة الصحة أن تعلن الوزارة ان لأي شخص الحق في التردد على مركز الكويت للتطعيمات دون ان يسجل في المنصة.
ارجو الا يربط البعض بين هذا الملف الانساني وأعني المخالفين، وكونهم مخالفين للقانون، وبين الحق في تقديم الرعاية الصحية وفي هذه الظروف الحساسة.
كلفة اللقاحات ليست كبيرة وهناك لقاحات على حد علمي تتراوح بين دينارين وعشرة دنانير، والحمد لله هناك وفرة في اللقاحات وأخرى ستصل تباعا، وبالتالي وجب عدم تجاهل هذه الشريحة لان الامر سيكون كارثيا وقد يعيد الأمور الى مربع بإذن الله تم تجاوزه.
موضوع المخالفين تطرقت اليه كثيرا وسبق ان أكدت اننا شركاء في تفاقم المشكلة ونحن الآن ليس في نطاق بحثها او التحدث بشأنها مجددا، ولكن معالجة هذه الإشكالية الممتدة اولوية لوزارة الداخلية، وبعد انتهاء وباء كورونا وفتح الطيران هناك خطط سوف يتم اتخاذها، وحتى يحدث ذلك ادعو الى تطعيم المخالفين ولحين ذلك وجب عدم الالتفات لها والتركيز في حماية المجتمع ككل، ويجب الا ننسى ان هؤلاء عملوا معنا ووجب عدم النظر الى مشكلتهم من منظور ضيق رحمة بهم وبنا.. اللهم إني ابلغت اللهم فاشهد.
aljalahmahq8@hotmail